أنهى نائب رئيس الحكومة اللبنانية وزير الدفاع الياس المر اجتماعاته في العاصمة الأميركية أمس، متجهاً منها الى نيويورك للقاء الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون. وبعد لقاءات ماراثونية في واشنطن أبرزها مع نظيره الأميركي روبرت غيتس وتناولت كما أكد مسؤول أميركي ل «الحياة»، «مراجعة للجهود (المشتركة) لتعزيز قدرة الجيش اللبناني وبرنامج المر ولبسط سلطة الحكومة على الأراضي اللبنانية». وكان المر أعلن بعد لقائه غيتس في مبنى الوزارة أول من أمس، أن الولاياتالمتحدة قررت عبر كتاب رسمي، منح لبنان مساعدات عسكرية فورية بقيمة 267 مليون دولار، وقال: «كان الاجتماع مع غيتس ممتازاً، بحثنا في موضوع تسليح الجيش، وسلمني كتاباً رسمياً يؤكد تجهيز الجيش والأفواج الخاصة والتدخل وسائر القوى وتقديم مساعدة جديدة وإضافية بقيمة 267 مليون دولار فوراً وضمن البرنامج الذي أعده الجيش وفقاً لحاجاته وضمن البرنامج المشترك القائم على التدريب والتجهيز والذي سنبدأ به الأسبوع المقبل». وضم الوفد المرافق للمر ضباطاً من الجيش وقوى الأمن هم العمداء لويس حنا وعبدالرحمن شحيتلي ورمزي الأيوبي وجورج شريم والعقيد فادي دميان. وقال الناطق باسم الوزارة شان تيرنر أن غيتس «أكد للمر الالتزام الأميركي العميق بمساعدة الجيش على هامش اجتماعات اللجنة العسكرية المشتركة والتي ترأسها عن الجانب الأميركي مساعد غيتس للعلاقات الأمنية الدولية ألكسندر فيرشبو». وأكد تيرنر أن اجتماعات اللجنة كانت «فرصة لوضع أهداف في التعاون العسكري للسنوات المقبلة ولمراجعة التزامات السنة الفائتة». وجدد القول ان الولاياتالمتحدة ستستمر في دعم الجيش اللبناني و «وحدات العمليات الخاصة» لضمان منحها «التدريب اللازم والأجهزة لتنفيذ مهامها بشكل أوسع». وأشار الى أن زيارة المر كانت فرصة للبحث بتطبيق «جميع القرارات الدولية وإعادة التزام واشنطن بالسلام الشامل». والى جانب لقائه غيتس، اجتمع المر مع مسؤول مكافحة الإرهاب في البيت الأبيض جون برينن، وأثار معه مسألة الإجراءات الأمنية التي بدأتها الولاياتالمتحدة أخيراً وتتضمن إخضاع المسافرين اللبنانيين في المطارات الأميركية لها. ووعد الجانب الأميركي، بحسب أوساط الوزير اللبناني، ب «إعادة درس الأمر بنظرة إيجابية وإبلاغ الوزير المر بالنتيجة قريباً». وزار المر البيت الأبيض أكثر من مرة حيث اجتمع مع كبار المسؤولين بينهم مستشار الأمن القومي لنائب الرئيس طوني بلنكن في حضور السفير اللبناني في واشنطن أنطوان شديد. وأكد مسؤول في الخارجية الأميركية ل «الحياة» أن لقاء المر بوزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون تعذر أمس بعد خضوع زوجها الرئيس السابق بيل كلينتون لعملية جراحية طارئة وتوجهها الى نيويورك. واجتمع المر مع نائب كلينتون للشؤون السياسية ويليام برنز المتوقع أن يزور لبنان وسورية خلال فترة قريبة. كما التقى المر المبعوث الأميركي للشرق الأوسط جورج ميتشيل وعرض معه تطورات عملية السلام وتطبيق القرار 1701. وقالت مصادر الإدارة ل «الحياة» ان «تسليح الجيش وتطبيق القرار 1701 هما الركيزتان الأساسيتان للزيارة، في ضوء تطلع واشنطن لتقوية حضور الجيش في الجنوب وباقي المناطق اللبنانية، ترسيم الحدود اللبنانية - السورية، والاتفاق حول الأمور اللوجيستية لإتمام انسحاب اسرائيل من قرية الغجر». واجتمع المر بمساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الأدنى جيفري فيلتمان ومستشار أوباما في مجلس الأمن القومي دان شابيرو.