قام مسلح قتل صحافيين اثنين خلال بث مباشر في شبكة تلفزيونية اميركية الاربعاء، بتصوير هجومه وبث المشاهد على شبكات التواصل الاجتماعي، ما حرك الجدل امس، حول الأسلحة النارية واستخدام الانترنت. وبعد قتل الصحافيين في جريمة غير مسبوقة في الولاياتالمتحدة، اقدم فيستر لي فلاناغان (41 سنة) الذي كان زميلاً سابقاً لهما على الانتحار. وقبل ان يطلق النار على نفسه، برر عمله في بيان طويل وغير مترابط ارسله الى شبكة «اي بي سي نيوز» التلفزيونية وشرح فيه انه عانى من التمييز، كونه اسود ومثليّاً. وقتلت الصحافية في قناة «دبليو دي بي جاي 7» اليسون باركر (24 سنة) والمصور التلفزيوني ادام وورد (27 سنة) اثناء اجرائهما مقابلة تلفزيونية في الهواء الطلق قرب روانوكي في فرجينيا (شرق). وبعدما طاردت الشرطة المسلح، عثر عليه اخيراً مصاباً بالرصاص في سيارته بعدما خرجت عن الطريق وتوفي لاحقاً في المستشفى. ومطلق النار فيستر لي فلاناغن الذي كان يعمل باسم برايس ويليامز، لم يرتكب جريمته خلال بث مباشر على الهواء فحسب، بل صور الهجوم بنفسه وبث فيلمي فيديو على موقعي «تويتر» و «فايسبوك» وتم سحبهما لاحقاً. واتهم القاتل زميلته السابقة اليسون باركر على حسابه في «تويتر» باسم «برايس_ويليامز7»، بأنها «تفوهت بكلام عنصري». غير ان ادارة قناة «دبليو دي بي جاي 7»، نفت هذه الاتهامات مؤكدة انها سرحته من العمل عام 2013 اثر نوبات غضب. وقال مطلق النار في بيانه: «ما جعلني أفقد صوابي هو المجزرة في الكنيسة» في تشارلستون حين قام ديلان روف المناصر لعقيدة تفوق العرق الابيض، بإطلاق النار في 17 حزيران (يونيو) الماضي، ما أسفر عن مقتل تسعة مصلين سود، في أسوأ مجزرة عنصرية في التاريخ الحديث للولايات المتحدة. ووقعت مأساة قتل الصحافيين قرب موقع شهد مجزرة اخرى عام 2007 حين قام رجل بقتل 32 شخصاً في جامعة فرجينيا تيك قبل ان ينتحر. وعلق الرئيس باراك اوباما لقناة «دبليو بي في آي» وقال: «قلبي يتحطم كلما اسمع أو اقرأ عن هذا النوع من الحوادث». وأضاف: «ما نعلمه هو ان عدد الذين يقتلون في أحداث على علاقة بالأسلحة النارية في هذا البلد أعلى بكثير من عدد ضحايا الارهاب»، مبدياً إحباطه لعدم التمكن من الدفع قدماً في مسألة قوانين ضبط حيازة الأسلحة النارية. كما أعربت المرشحة لتمثيل الحزب الديموقراطي في الانتخابات الرئاسية هيلاري كلينتون عن «غضبها» مؤكدة خلال حملتها الانتخابية «علينا القيام بأمر حيال العنف بواسطة الأسلحة في أميركا». من جهة أخرى، أعلنت السلطات الأميركية إن رجال الشرطة ألقوا قنابل مسيلة للدموع واقتحموا متجر بقالة في جنوب غربي ولاية لويزيانا الاربعاء، لاعتقال رجل اتهم بقتل ضابط شرطة وطعن ثلاث نساء توفيت احداهن قبل ان يدخل المتجر ويتحصن داخله. وقال قائد شرطة سانت لاندري باريش ان الجاني هو هاريسون لي وايلي واعتقل بعد نحو ساعة من بدء حوادث العنف في بلدة سانسيت على بعد 112 كيلومتراً من عاصمة الولاية باتون روج. وقال قائد الشرطة بوبي غويدروز ان وايلي اتهم بطعن زوجته واثنتين آخريين في «نزاع أسري» وانه أطلق النار وقتل ضابط الشرطة الذي كان أول من وصل الى مسرح الحادث. وذكر ان الضباط الذين وصلوا الى الموقع قالوا أن نسبة «المخدر كانت عالية» لدى وايلي الذي قفز الى سيارة وسار بها قليلاً قبل ان يصطدم بمتجر بقالة صغير من سلسلة متاجر فوود مارت. وتمكن مالك المتجر وموظف وأحد الزبائن كانوا بالداخل من الهرب وحوصر الجاني في مكتب داخل المتجر بينما توالى توافد رجال الشرطة الى المنطقة وحاصروا المبنى. وقال قائد الشرطة ان رجال الشرطة القوا قنابل مسيلة للدموع قبل ان يقتحموا المبنى لاعتقال المشتبه به الذي قاومهم ثم تغلبوا عليه واحتجزوه. وذكر قائد الشرطة ان أحدى الضحايا التي تعرضت للطعن توفيت بينما نقلت اختها وزوجة وايلي الى المستشفى للعلاج. الى ذلك، دان قاضٍ في ولاية كولورادو الأميركية الأربعاء مسلحاً ارتكب مجزرة في دار سينما وأصدر عليه 12 حكماً بالسجن مدى الحياة معتبراً ان الشر والمرض العقلي غير متناقضين. وقال كارلوس سامور قاضي المحكمة الجزئية في مقاطعة اراباهو ان «هدف المحكمة هو ألا تطأ قدم المتهم مجتمعاً حراً مرة أخرى. وإذا كانت هناك قضية تبرر أقصى عقوبة بالسجن فهي هذه القضية والمتهم لا يستحق أي تعاطف». ووجدت هيئة محلفين في الشهر الماضي أن المتهم البالغ من العمر 27 سنة مذنب في الاتهام بقتل 12 شخصاً عمداً وإصابة 70 آخرين عندما اقتحم دار سينما مزدحمة في حي أورورا بدنفر.