سجلت وزارة التعليم العالي سابقة بين الجهات الحكومية التي تتعامل مباشرة مع الجمهور، حين قررت وقف التعامل بالورق مع الطلاب المبتعثين وإلزامهم بالتعامل الإلكتروني مع ملحقياتها الثقافية حول العالم. وأعلنت الملحقية الثقافية في بريطانياً أنها ستوقف استقبال معاملات الطلاب الورقية، إذ وزعت إعلاناً لجميع المبتعثين (حصلت «الحياة» على نسخة منه) ونصُّه: «بناء على توجيه وزارة التعليم العالي نعتذر عن عدم قبول أي معاملة ورقية تردنا بعد نهاية شهر صفر الجاري للطلاب، وسيقتصر التعامل مع الملحقية بالمعاملات الإلكترونية عبر الإنترنت». وفي حين تبدو هذه المهمة صعبة أمام الملحقيات الثقافية التي تدير شؤون ملف أكثر 50 ألف مبتعث ومبتعثة، إلا أن المتحدث الرسمي باسم وزارة التعليم العالي الدكتور محمد الحيزان أكد ل «الحياة» أن أي ملحقية ثقافية لم تكن لتعلن عن مثل هذه الخطوة لولا أنها في كامل الاستعداد. وقال: «التعليم العالي تفتخر بأنها حققت نقلات نوعية في أكثر من مجال، ومنها التعامل الإلكتروني الذي يأتي ضمن حزمة أنشطة ومشاريع لتطوير شامل تقوم به الوزارة». من جهته، أعلن الملحق الثقافي في المملكة المتحدة وأيرلندا الدكتور غازي المكي، البدء في تشغيل خدمات البوابة الإلكترونية بهدف تطوير الخدمات المقدمة للطلاب والتأكد من سرعة إنجازها. وقال ل «الحياة»: «تم تفعيل غالبية الخدمات المقدمة من البوابة، التي تشمل حالياً الخدمات الدراسية المتعلقة بطلبات تغيير التخصص، تغيير الجامعة، حضور المؤتمرات والدورات والرحلات العلمية، إضافة إلى طلبات تمديد البعثة وترقيتها أو إنهائها أو تأجيلها أو نقلها، بجانب طلبات الاستمرار في دراسة اللغة ومكافآت التميز». ويمكن للطالب الآن طبقاً للمكي إنجاز الخدمات الشخصية المتعلقة بطلبات التذاكر وتحديث البيانات الشخصية للمبتعث والمرافقين، إضافة إلى تحديث البيانات البنكية وبيانات الاتصال وإضافة مرافق جديد، والحصول على الضمانات المالية. وأفاد بأن البوابة ستضمن تقديم خدمة أفضل للطلاب، فهي توحّد وسائل الاتصال بين المبتعث والملحقية في مسار واحد فقط، «ما سيرفع الإنتاجية ويبقي المبتعث على علم بمسيرة طلبه»، مضيفاً: «بعض الخدمات المذكورة سابقاً ينتهي إجراؤها في الملحقية، والبعض الآخر ينتهي إجراؤه في وزارة التعليم العالي أو جهة الابتعاث... ويمكن للطالب تتبع مسيرة طلبه عبر البوابة». وأكد الملحق الثقافي في المملكة المتحدة وأيرلندا حرص وزارة التعليم العالي على تقديم الخدمات الإلكترونية للطلاب، «لاسيما أنها أطلقت خدمة إصدار التذاكر إلكترونياً للطلاب المبتعثين في بريطانيا، وذلك على هامش المعرض الدولي للتعليم العالي الذي نظمته الوزارة أخيراً». من جهة أخرى، أفاد مدير الحاسب الآلي في الملحقية المهندس أحمد السحيباني بأن الخدمات المقدمة للطلاب هي امتداد لمنظومة من التطبيقات المالية والإدارية والدراسية، ومجموعة من الخدمات الإلكترونية لتنظيم عمل الملحقيات الثقافية وربطها بالوزارة، وكذلك التسهيل على الطلبة المبتعثين في الخارج. وأضاف أن النظام هو عبارة عن نتاج عدد من المشاريع التي تبنتها الوزارة لتغطية حاجة الملحقيات وتحويلها إلى تعاملات إلكترونية مربوطة مباشرة بالوزارة لتسريع العملية الإدارية والمالية. وأشار السحيباني إلى أن البرنامج بدأ تطبيقه بالفعل في معظم الملحقيات الثقافية حول العالم، بجهود مشكورة وحثيثة من وكالة الوزارة للتخطيط والمعلومات، وبمتابعة شخصية من وكيل الوزارة الدكتور عبدالقادر بن عبدالله الفنتوخ.