انحصر تواصل صالحة خميس الخثعمي (47 عاماً) مع محيطها، بحركة رموش عينيها إيجاباً وسلباً. لم تعد قادرة على الكلام أو الحركة من مكانها. وتسببت حادثة سيارة وقعت لها قبل ثلاثة أعوام في إصابتها بشلل تام. ولم تؤت العلاجات في السنوات الماضية أية فائدة، ما وضع أبنائها في حال حرجة بين رؤيتها طريحة الفراش وعدم استجابة المستشفى إلى توفير ما تحتاج إليه من أجهزة طبية وعلاجية. وكانت الحادثة المشؤومة وقعت في محافظة بيشة، إذ كانت تسكن حينها مع زوجها، قبل تحويلها إلى مستشفى الدمام المركزي. وهي حالياً منومة في المستشفى ولا تستطيع سوى تحريك عينيها وملامح وجهها، وفي أحيان قليلة رأسها. ويقول أكبر أبنائها بندر البيشي (17 عاماً): «والدتي نقلت إلى مستشفى الدمام المركزي بعد تحويلها من مستشفيات عدة، ومكثت في المستشفى عامين لتلقي العلاج، إلا أن المستشفى طلب أخذها إلى المنزل»، مضيفاً: «بعد أن نقلناها إلى المنزل قبل خمسة أشهر واجهنا مشكلة في عدم توفر الأجهزة الطبية الخاصة بحالتها، مثل جهاز الأوكسجين وشافط للبلغم، وحين طالبنا بها لم يوفرها المستشفى لنا». ويستطرد: «لا نستطيع شراء هذه الأجهزة، لأنها مرتفعة الثمن مقارنة بوضعنا المالي»، مبيناً أن جهاز الأوكسجين يكلف وحده أكثر من 15 ألف ريال، كما «لم تقدم لنا أي جمعية خيرية مساعدة على رغم الوضع الصحي المتردي لوالدتي». وسعياً منهم في الوصول إلى علاج لوالدتهم، «طالبنا بإجراء أشعة للظهر والرقبة، إلا أن المستشفى رفضت ذلك بحجة عدم الحاجة إليه». وجند أبناء صالحة أنفسهم في خدمة أمهم والاهتمام بوضعها في ظل وجود «زيارة واحدة في الأسبوع تقوم بها ممرضات تعمل إحداهن على تغيير الضمادات والأخرى على تقديم علاج طبيعي لمدة نصف ساعة»، وقبل ذلك كانوا يحملونها إلى مستشفى الدمام لتلقي العلاج الطبيعي، إلا أن الإدارة قالت بعدم الحاجة إلى ذلك، واكتفوا بزيارة أسبوعية». ويلفت بندر إلى أن «الوعود التي حصلنا عليها بالاهتمام بها لم تنفذ إلى الآن». وشدد على حاجة والدته إلى جهاز أكسجين و«شافط بلغم» مع علاجها، مؤكداً بأنهم لم يفقدوا الأمل بعد، ويتمنون مشاهدتها في كامل صحتها مرة أخرى. ويوضح تقرير «مستشفى الدمام المركزي» الصادر في تاريخ 8/9/1248 أن «صالحة تعرضت إلى حادثة مرورية أدت إلى إصابة حادة بالرأس، وكسور في الفخذ الأيمن والزند، وخلع فكي تنكسي»، إضافة إلى «تهتكات دماغية ع وأجريت لها عملية تثبيت له». وذكر التقرير حينها أن «المريضة لا تستجيب للأوامر إلا بفتح وإغلاق عينيها وملامح الوجه، لكنها لا تستطيع النطق أو الكلام، ولا تستطيع تحريك أطرافها، بسبب تشنجها وضعفها وتعجر الأصابع»، وأوصى التقرير أن «المريضة في حاجة إلى مزيد من العلاجات والعلاج الطبيعي في مركز إعادة تأهيل متخصص، ويجب نقلها إلى مركز أكثر تخصصاً».