كابول - أ ف ب - حذرت القوات الأميركية والأفغانية التي تستعد لشن هجوم على منطقة مرجه، أحد معاقل حركة «طالبان» في ولاية هلمند (جنوب)، سكان المنطقة من مساعدة المتمردين. وأوضح داود احمدي، الناطق باسم حاكم ولاية هلمند، ان «منشورات وزعت في مرجه جاء فيها: لا تأووا طالبان، امنعوهم من دخول أراضيكم، القوات قادمة لمساعدتكم، نأتيكم بسلام فانعموا به وبالازدهار». وأشار الى ان الرسالة شجعت الناس على إبلاغ القوات الأفغانية بمواقع المتفجرات والألغام التي زرعتها «طالبان» ضمن استراتيجيتها لمواجهة العمليات العسكرية بحرب استنزاف تشمل أيضاً عمليات كرّ وفرّ، بحسب ما وعد الناطق باسم الحركة يوسف أحمدي أول من أمس، على رغم ان المسلحين اعتادوا سابقاً الانسحاب الى مناطق جبلية يستحيل اكتساحها او الاختفاء وسط السكان. وسخر يوسف احمدي من العملية، متهماً العدو بتسويقها إعلامياً باعتبارها عملية واسعة، في وقت تعتبر مرجه منطقة صغيرة جداً. وتناقلت الإذاعات المحلية الرسالة، فيما وجهت قوات مشاة البحرية الأميركية (مارينز) رسائل مشابهة عبر مكبرات للصوت، وأفادت إحداها بأن «القوات الحليفة ستدخل مرجه لتخليصها من الإرهابيين». وأعلنت سلطات هلمند نزوح بين الفين وثلاثة آلاف من سكان مرجه الثمانين ألفاً ويشكلون نحو 400 عائلة من المنطقة خلال الأيام الأخيرة. وقال عبدالصمد، أحد سكان مرجه الذي أخرج بشق النفس أفراد عائلته ال13 الى لشكر جاه عاصمة هلمند التي تبعد مسافة عشرين كيلومتراً الى الشمال: «تحايلت على طالبان، وانتقلت مع عائلتي من قرية الى أخرى حتى خرجنا من المنطقة. ينتشر مقاتلوهم في كل مكان ورأيناهم أحياناً يزرعون عبوات على الطرق»، والتي تشكل الكابوس الأكبر للجنود الأجانب باعتبارها تقتل عشرات منهم شهرياً. وسقط 66 جندياً أجنبياً منذ مطلع السنة، فيما شهد عام 2008 سقوط اكبر عدد من القتلى في صفوفهم خلال ثماني سنوات من الحرب، وبلغ عددهم 520. وقتل جندي بريطاني بتأثير جروح أصيب بها في انفجار استهدف مقاطعة باباجي بولاية هلمند، فيما جرح جنود أميركيون كثرٌ في انفجار وقع داخل قاعدة أميركية - أفغانية مشتركة في ولاية باكتيا (شرق)، ولم توضح وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) تفاصيله على صعيد ارتباطه بهجوم او عدمه. وأسفر هجوم انتحاري استهدف قاعدة «تشابمان» الأميركية في ولاية خوست (شرق) في 30 كانون الأول (ديسمبر) الماضي عن مقتل سبعة من عملاء وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي اي). وفي حادث منفصل، عثر جنود الحلف الأطلسي (ناتو) على جثث ثلاث نساء أفغانيات مقيدات ومكممات داخل منزل اشتبكوا فيه مع متمردين في غارديز عاصمة ولاية باكتيا أيضاً. وأوضح الحلف ان عدداً كبيراً من الرجال والنساء والأطفال خرجوا من المجمع قبل اقتحامه، معلناً انه فتح تحقيقاً مع السلطات الأفغانية لمعرفة من يقف وراء قتل النساء. وينتشر حوالى 113 الف جندي تابعين للحلف الأطلسي والولاياتالمتحدة في افغانستان، في محاولة لدحر التمرد الذي تقوده «طالبان» بهدف قلب حكومة الرئيس حميد كارزاي المدعومة من الولاياتالمتحدة وطرد القوات الغربية. وفي إسبانيا، وافقت الحكومة الإسبانية على إرسال 511 عسكرياً اضافياً الى افغانستان، ما يرفع عدد قواتها في هذا البلد الى 1600 رجل.