لندن - رويترز – حمّل وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند ووزير الداخلية ألن جونسون في رسالة نشرتها صحيفة «إندبندانت» الولاياتالمتحدة مسؤولية توريط بلدهما في تعذيب بنيام خلال احتجازه في باكستان ودول أخرى. واوردت الرسالة: «لم تعلم الحكومة البريطانية بأن ادارة الرئيس الاميركي السابق جورج بوش اعتمدت سياسة التعذيب والترحيل السري حيال المشبوهين في الحرب على الارهاب بعد 11 أيلول». وفي السياق ذاته، نفى المدير العام لجهاز الأمن الداخلي البريطاني (إم آي5) جوناثان ايفانز، تواطؤ الوكالة في عمليات تعذيب بعدما كشفت وثائق سمح القضاء بنشرها الاربعاء الماضي أنها علمت بتعرض الاثيوبي بنيام محمد الذي يقيم في بريطانيا لمعاملة سيئة على أيدي عملاء في وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي أي). وكتب ايفانز في مداخلة علنية نادرة في صحيفة «ديلي تلغراف»: «أعداء بريطانيا قد يستفيدون من انتقاد جهاز الأمن واطلاق حملات دعاية لتقويض إرادتنا وقدرتنا على مواجهتهم». وأضاف «سنفعل خيراً إذا حافظنا على رؤية منصفة ومتوازنة للأحداث، وتجنبنا السقوط في نظرية المؤامرة والمغالاة». واعلن ايفانز أنه يقبل انتقاد لجنة برلمانية وافاد بأن الاستخبارات البريطانية كانت بطيئة في اكتشاف النمط الناشئ لإساءة الولاياتالمتحدة معاملة محتجزين بعد هجمات 11 أيلول، «لكن أي تغيير مشابه لم يحصل في ممارسة أجهزة الاستخبارات البريطانية، اذ لم نمارس إساءة أو تعذيباً حينها ولا نفعل ذلك الآن، ولا نتواطأ في التعذيب أو نشجع آخرين على التعذيب لحسابنا». ويساعد (إم آي 5) في التحقيقات الخاصة بالمؤامرات الإرهابية ضد بريطانيا، وبينها تفجيرات لندن عام 2005، حين قتل 52 شخصاً. وتعرض لانتقادات في وسائل الإعلام البريطانية منذ أن خسر معركة قانونية لمنع كشف مواد تخص الاستخبارات الأميركية تتعلق بمزاعم عن تعرض بنيام لتعذيب «قاسٍ وغير انساني» تورطت فيها «سي آي أي».