أعلن عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» الدكتور نبيل شعث أن وفداً من المجلس الثوري للحركة سيزور قطاع غزة في الأيام المقبلة في أعقاب زيارته للقطاع قبل أيام. وكان شعث صرح عقب لقائه وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط بأن وفداً من المجلس الثوري للحركة سيزور قطاع غزة في الأيام المقبلة، مؤكداً أنه تلقى تشجيعاً من المسؤولين المصريين، وعلى رأسهم أبو الغيط ورئيس الاستخبارات الوزير عمر سليمان، لمواصلة تلك الزيارات إلى القطاع «لأنها تنهي القطيعة، وتخلق قدراً كبيراً من الاتصال المباشر بين الشعب الفلسطيني في الضفة وغزة، وتؤكد أن ما تريده مصر هو إنهاء الانقسام والعودة للوحدة الوطنية الفلسطينية». وأضاف شعث أنه طلب من «حماس» خلال زيارته الأخيرة للقطاع ضرورة التوقيع على الوثيقة المصرية والمضي قدماً برعاية مصر في تنفيذ هذه الوثيقة، موضحاً: «لم يعد هناك مجال للتفاوض على النصوص، إنما المسألة تكمن في الثقة والحوار المتبادل بين الجانبين، وذلك يمكن إجراؤه بمزيد من العمل والاتصال». وعما إذا كان لمس رغبة حقيقية من «حماس» في شأن التوقيع على الوثيقة، قال شعث: «هناك فرق بين ما وجده وبين ما قد يقومون به»، مشيراً إلى أن «حماس الآن تستشعر خطورة الحصار المحيط بغزة والدمار المستمر منذ عام، وتقدر سوء العلاقة التي حدثت مع الجار الأساسي والسند الحقيقي، مصر». وأضاف أنه شعر من قيادة «حماس» بأن لديها رغبة شديدة في عودة العلاقات مع مصر، وضرورة توقيع الوثيقة وتحقيق الوحدة، «لكنها لم تعد بموعد للتوقيع لأن لديها قيادة في دمشق... القيادة في دمشق لم تتخذ بعد قراراً بتوقيع الوثيقة ثم النظر في التنفيذ». ورداً على سؤال هل قيادة «حماس» في دمشق هي العقبة الأساسية نحو تحقيق المصالحة، قال شعث: «لا أريد أن أقول العقبة، لكن من الواضح أن ما صدر عن قيادة حماس في دمشق من تصريحات يختلف جذرياً عما سمعته في غزة». واعتبر شعث أن النظر في مسألة التحفظات على الوثيقة المصرية «أمر مستحيل» لأنه سيفتح الباب أمام 100 تحفظ من الفصائل الأخرى، ولا يجوز مرة ثانية العودة إلى هذا الموضوع، مع التأكيد الكامل على أن الورقة المصرية تشمل كل ما تم الحوار حوله في القاهرة. وأشار إلى أنه استمع من قادة «حماس» أن هناك 9 أخطاء لغوية في وثيقة المصالحة، وهو أمر غير معقول ليكون سبباً لتعطيل المصالحة، وقال: «أتمنى أن توقع الوثيقة المصرية قبل القمة العربية المقبلة في ليبيا»، لافتاً إلى أنه إذا ما تم الذهاب إلى القمة من دون التوقيع على الوثيقة، فإن القمة ستضيع في المصالحة، بينما إذا ما تم التوقيع قبل القمة، ستنحصر المناقشة كلها في القضية الفلسطينية، مثل رفع الحصار ووقف الاستيطان. وعما إذا كان هناك تضارب في مواقف حركة فتح في ضوء ما أعلنه الرئيس محمود عباس (أبو مازن) في شأن زيارة شعث لغزة، قال شعث إن «هذه الزيارة ليست لها علاقة بتغير الأسس التي تمت عليها المصالحة، فالرئيس أبو مازن قال إننا لن نتفاوض على مصالحة جديدة، ولن نلتف على المشروع المصري، وهو ما كان يحاول الرئيس التأكيد عليه بأننا لا نريد الالتفاف على الورقة المصرية، وأن الذهاب إلى غزة لن يتعارض مع ضرورة توقيع الورقة المصرية، وهذا ما قاله لي أبو مازن... أشرت إلى أن زيارتي إلى غزة كانت بتعليمات منه شخصياً».