بعد تمارين شاقة لشهرين، قدّم أطفال وشباب «مدرسة الدرب الأحمر للفنون» في القاهرة، عرض «بالالايكا» الذي يشمل فنوناً عدة أهمها ألعاب السيرك الشعبي مثل: «الهولاهوب، والترابيز، والمشي على الحبل، والأكروبات». وبأداء حركي، يتوغل العرض في عوالم الإيقاع، فتلعب دنيا سامي على الطبلة البلدي (صولو) مرة وبحوار يتباعد ويتقافز قوةً ونعومة مع «الدف» في «ديو» لا يخلو من البهجة. ويأتي دور الكراسي الخشب والبراميل وعبوات المياه، لتتحول إلى آلات إيقاعية في فقرات، تنبض بعنفوان الإيقاعات المختلفة في لوحات حركية متقنة ومبهرة. وتقول عازفة الإيقاع دنيا سامي: «نتدرب في المدرسة في قسم الإيقاع مع عازفين محترفين مثل إيهاب عبدالحميد من فرقة «وسط البلد»، أما فقرات النقر على الكراسي والبراميل فأخذناها عن فرقة ستومب STOMP الإنكليزية عندما زارت المدرسة عام 2013. ودخلنا في ورشة عمل معهم ثم قدمنا معاً عرض «دربكة» في مصر ولندن». غنائياً، قُدمت خلال العرض ثلاث أغانٍ هي «موال الصبر» للمطرب الشعبي شفيق جلال، و «حلوة يا بلدي» لداليدا، و «حلو يا حلو» من فيلم «دهب» لأنور وجدي وأدتها نادية الحسيني التي تقول: «نتدرب على أصول الغناء مع الفنان بلال الشيخ، قائد فرقة «سحر الشرق». وعلى رغم ما يبدو من سهولة اللحن، فإنه يتطلب حفظاً جيداً وأداء سلساً، للتنقل برشاقة بين المقاطع والمقامات. كما أتدرب مع شعبة الأكروبات والسيرك، وخارج المدرسة أمارس الهيب هوب والبريك دانس». وتضم «مدرسة الدرب الأحمر للفنون» حالياً نحو مئة طالب يتلقون المناهج الدراسية العادية إلى جانب الفنون، ومن أهم العروض التي قدمتها مسرحية «تاهت ولقيناها»، إخراج حنان الحاج التي شاركت في كتابة النص مع بسمة الحسيني المشرفة الفنية على عرض «بالالايكا» الذي قدم للمرة الأولى ثاني وثالث أيام عيد الفطر ولنجاحه أعيد مرات عدة بعد ذلك. وتقول المشرف العام على العرض خولة أبو سعدة: «يتدرب طلاب شعبة السيرك نحو عشر ساعات أسبوعياً والإيقاع نحو ثمانٍ، تزيد في أوقات الاستعداد للعرض. ونستعين بمدربة من السيرك القومي. تهدف المدرسة في الأساس إلى حماية الأطفال في المناطق الشعبية من العمل في مهن ضارة صحياً وتربوياً وإكسابهم مهارات فنية تؤهلهم للاحتراف».