بكين، فيينا، واشنطن، مونتريال – أ ب، رويترز، أ ف ب – جددت الصين دعوتها إلى اعتماد «الحوار والتفاوض» لتسوية أزمة الملف النووي الإيراني، في وقت أوردت صحيفة «واشنطن بوست» أن ثمة انتكاسات مفاجئة في نشاطات تخصيب اليورانيوم في ايران، قد تقوّض جهودها لمواصلة برنامجها النووي. وقال ناطق باسم الخارجية الصينية: «نأمل بأن تكثف جميع الاطراف، الجهود الديبلوماسية». واضاف: «في ما يتعلق بالملف النووي الايراني، تلتزم الصين بجدية الدفاع عن النظام الدولي لعدم الانتشار. لكننا نرى دائماً ان الحوار والتفاوض هما الوسيلة الوحيدة والاساسية لتسوية المشكلة». وتابع: «نأمل أيضاً باستئناف المحادثات قريباً». جاء ذلك فيما أعلن رئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر ان كندا ستعمل من خلال رئاستها لمجموعة الدول الصناعية الثماني الكبرى، على «حض المجتمع الدولي على عدم التراجع واتخاذ اجراءات ضد النظام الإيراني». وقال: «حان الوقت كي تكف ايران عن تحدي المجتمع الدولي، وتضع حداً لنشاطات التخصيب وتتخذ اجراءات فورية على صعيد الشفافية والالتزام». واعتبر ان «ايران باتت اقرب من أي وقت مضى لامتلاك المعدات التي تُستخدم في اغراض عسكرية». في غضون ذلك، أفادت وثيقة أعدها المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو ان ايران ابلغت مفتشي الوكالة بأنها ستنتج اول شحنة يورانيوم عالي التخصيب «خلال ايام»، لكن الانتاج سيكون محدوداً في الوقت الراهن. وكتب امانو ان ايران أبلغت الوكالة ب»أنها ستبدأ بانتاج اول شحنة يورانيوم مخصب بنسبة 20 في المئة، خلال ايام» في منشأة ناتانز، مضيفاً ان طهران استخدمت لذلك سلسلة من 164 جهاز طرد مركزياً، ضخت فيها 10 كلغ من اليورانيوم منخفض التخصيب. وأشار امانو الى انه يشعر بالقلق لعدم ابلاغ الوكالة سلفاً بهذا الاجراء. وجاء في الوثيقة: «الاربعاء (الماضي) عندما وصل مفتشو الوكالة الى المنشأة التجريبية، أُبلغوا بأن ايران بدأت تغذية اليورانيوم منخفض التخصيب الى شبكة اجهزة الطرد المركزي في الليلة السابقة، لاغراض الاختبار». وقال ديبلوماسي بارز: «كان ينبغي تنبيه الوكالة في وقت سابق. ان ذلك توجه خطر ليس من شأنه سوى أن يؤدي الى تدهور الأمور. ويبدو ان المواجهة (مع الغرب) ستزداد». ولفتت الوثيقة الى ان الوكالة طلبت الحصول على تفاصيل حول «الجدول الزمني لعملية الإنتاج (بما في ذلك موعد البدء والمدة المُتوقعة)، اضافة الى تفاصيل تقنية أخرى». وتشير الوثيقة بذلك الى ان طهران لم تبلغها بموعد انتهاء التخصيب بنسبة 20 في المئة. جاء ذلك في وقت أوردت «واشنطن بوست» إن تقارير أصدرتها الاممالمتحدة السنة الماضية أظهرت تراجعاً في إنتاج منشأة ناتانز، مضيفة أن تقويماً جديداً يستند الى بيانات داخلية لمدة ثلاث سنوات من عمليات التفتيش التي تجريها الوكالة الذرية، يشير إلى أن المشاكل الميكانيكية التي تواجهها إيران أكبر مما كان يُعتقد. وأوضحت أن مسودة دراسة أعدها ديفيد أولبرايت رئيس «معهد العلوم والامن الدولي» الذي يتخذ من واشنطن مقراً له، افادت بأن أداء منشأة ناتانز حتى نهاية عام 2009 بدا فقيراً لدرجة أنه لا يمكن استبعاد حدوث أعمال تخريبية لتفسير ذلك. واضافت الصحيفة أن تحليلاً منفصلاً سيصدره قريباً «اتحاد العلماء الاميركيين»، يناقش الاداء الضعيف لايران ويشير إلى أن الاخفاقات قد تزيد من رغبة إيران في التوصل الى اتفاق مع الغرب. ورجّح إيفان أولريتش نائب رئيس «برنامج الامن الاستراتيجي» التابع ل»الاتحاد» أن يكون قادة إيرانيون سارعوا بإنتاج اليورانيوم مرتفع التخصيب، لاسباب سياسية. وقال: «يكافحون فعلاً لاعادة إنتاج تكنولوجيا يمكن القول إنها تعود لنصف قرن مضى في أوروبا، كما أنهم يفعلون ذلك في طريقة رديئة فعلاً». وكانت الولاياتالمتحدة وسعّت العقوبات التي تفرضها على «الحرس الثوري» الإيراني، لتشمل الجنرال في «الحرس» رستم قاسمي رئيس شركة «خاتم الانبياء» التابعة لوحدة الهندسة في «الحرس»، وأربعة فروع مرتبطة بالشركة.