هبطت أسعار النفط أربعة في المئة أمس لتصل إلى أدنى مستوياتها في ست سنوات ونصف سنة، بعدما مُنيت بورصة الصين بأكبر خسارة يومية منذ الأزمة المالية العالمية، ما أجّج مخاوف في شان آفاق الطلب العالمي على النفط. وأدت المخاوف المتنامية من تباطؤ إقتصادي عالمي تقوده الصين إلى انخفاض حاد في أسواق الأسهم والسلع الأولية. وقال كبير محللي النفط في «كومرتس بنك» في فرانكفورت، كارستن فريتش، أمام منتدى نظمته وكالة «رويترز» النفطي العالمي: «الهبوط اليوم لا علاقة له بالعوامل الأساس في السوق بل مرتبط بالصين، هناك مخاوف من حدوث تباطؤ إقتصادي عنيف أو إفلات الزمام من يد السلطات الصينية». وهبط برنت 1.59 دولار للبرميل، تعادل أكثر من أربعة في المئة إلى 43.51 دولار، بعد وصوله إلى مستوى متدنٍ خلال التعاملات بلغ 43.28 دولار وهو أدنى مستوياته منذ آذار (مارس) 2009. ونزل سعر الخام الأميركي تسليم تشرين الثاني (نوفمبر) 1.83 دولار ما يعادل 4.5 في المئة إلى 38.62 دولار للبرميل، بعد وصوله الى مستوى متدنٍ خلال التعاملات بلغ 38.59 دولار. وبعد خسائره الحادة الأسبوع الماضي سجل العقد أطول موجة هبوط أسبوعي منذ العام 1986. وعند افتتاح التداول في بورصة نيويورك سجل الخام الأميركي 39.07 دولار. وبذلك ينخفض الخام الأميركي ما يزيد على 17 في المئة عن سعره في مطلع الشهر ومزيج «برنت» الخام أكثر من 16 في المئة. إلى ذلك، قال رئيس «المؤسسة الوطنية للنفط» في ليبيا، الموالية للحكومة الليبية المعترف بها دولياً، ناجي المغربي إن ليبيا تنتج ما بين 350 و400 ألف برميل نفط يومياً. وقال المغربي في تصريح الى وكالة «رويترز»، إن إدارته تعمل على رفع حال «القوة القاهرة» في مينائي السدر وراس لانوف المغلقين، وهما أكبر مينائين في البلاد لكن القرار لم يتخذ بعد. ولفت إلى أن ميناء الزويتينة لا يزال مغلقاً بسبب توقف الضخ عبر خط الأنابيب. من جهة أخرى، قال مسؤول في «رويال داتش شل» إن شركته ستسدد ديوناً قيمتها بليونا دولار لشركة النفط الإيرانية الوطنية عند رفع العقوبات عن إيران، كما ستدرس الإستثمار في قطاع الطاقة هناك. وأوضح نائب الرئيس التنفيذي ل «شل» لتطوير النشاطات التجارية والجديدة، ادوارد دانيلز، إن الأمر يتوقف إلى حد بعيد على الشروط التي ستطرحها إيران بعد رفع العقوبات عنها. وكان دانيلز يتحدث الى وكالة «رويترز» أثناء زيارة إلى إيران ضمن وفد حكومي بريطاني شارك في إعادة فتح سفارة بلاده في طهران. وأضاف: «كما هو واضح إيران لا زالت تخصع للعقوبات (...) من الجلي أننا سنحترم كل العقوبات (...) حين ترفع، سندرس الخيارات الممكنة للعمل في إيران». وكعضو في الوفد البريطاني اجتمع دانيلز مع وزير النفط بيغن زنغنه ومحافظ المصرف المركزي ولي الله سيف، في طهران. وتابع دانيلز: «إيران موقع مهم لنشاطات عمل محتملة وستظل كذلك ولكن بالطبع يجب أن ترقى إلى مستوى مشاريعنا الأخرى حول العالم. من ثم نعم، هي لاعب كبير جداً في ما يخص إحتياط النفط والغاز ولكن يجب ان يكون للمشاريع جدوى إقتصادية لشركتنا». وأحجم دانيلز عن توقع توقيت زيادة إمدادات الخام الإيراني إلى السوق وقال: «لن أتكهن في شأن ذلك (...) هذا يتوقف إلى حدٍ كبير على توقيت رفع العقوبات وكيفية تنفيذه وهو يرجع إلى حدٍ ما إلى أطراف أخرى». وتدين «شل» بنحو بليوني دولار لإيران عن قيمة شحنات نفط تسلمتها ولم تسدد ثمنها بسبب العقوبات.