تواصل مسلسل حوادث القطارات، الذي بدأ منذ أكثر منذ ثلاثة أشهر، وكان بطله هذه المرة قطاري بضائع، تصادما في مدينة الدمام صباح أمس، في صورة تعكس «القصور» في المؤسسة العامة للخطوط الحديدية، التي تُتهم ب «التهاون في وقف نزيف الحوادث» والإصابات الناجمة عنها. وأوضحت المؤسسة أمس، في بيان مقتضب (حصلت «الحياة» على نسخة منه)، أن «الحادثة وقعت عند الواحدة و45 دقيقة من صباح الأربعاء، إذ تصادم قطار البضائع الإضافي مع قاطرة مُناورة خارجة من ورشة القطارات في منطقة المُثلث، داخل حرم المؤسسة في الدمام». وأشارت إلى أن قطار البضائع، الذي يضم قاطرة و56 عربة شحن مُزدوج مُحملة، كان «متجهاً غرباً من الدمام إلى الرياض، فاصطدم في قاطرة أخرى، كانت تقوم بمناورة على الخط ذاته، ما نتج عنه إصابة مُساعد السائق، والمشرف، ورجل الأمن في قطار البضائع، إضافة إلى إصابة قائد قاطرة الورشة، بإصابات مختلفة، وتم نقلهم إلى برج الدمام الطبي». ولفتت إلى مغادرة اثنين من المصابين المستشفى. فيما لا يزال قائد قاطرة المُناورة «قيد الملاحظة، للاطمئنان على وضعه الصحي». وأكد مصدر طبي في المجمع أن الحال الصحية للمصاب «مُستقرة»، مشيراً إلى أن إصابته كانت في منطقة العين اليسرى. وأضافت المؤسسة، أنه «نتج عن الحادثة جنوح ثماني عربات، وتضرر مقدمة القاطرتين»، مشيرة إلى مباشرة فرق الدفاع المدني، والهلال الأحمر، وفرقة من صيانة الخطوط الحديدية في المؤسسة، وشرطة السكة الحديد. و»لا تزال فرق الصيانة تعمل على إصلاح الوضع، وإزالة العربات الجانحة، بهدف فتح الطريق أمام قطارات البضائع». وأكدت على أن حادثة التصادم «لم تؤثر على حركة قطارات الركاب، التي واصلت رحلاتها اليوم (أمس) في شكل طبيعي، نظراً إلى انفصال خط قطارات الركاب عن خط البضائع». بدورها، أوضحت مديرية الدفاع المدني في المنطقة الشرقية، على لسان ناطقها الإعلامي المقدم منصور الدوسري، أن «غرفة العمليات الرئيسة تبلغت عند الثانية و19 دقيقة (بعد 44 دقيقة من الحادثة) من صباح الأربعاء، عن وقوع حادثة تصادم بين قطاري بضائع، وأن أحدهما يضم 56 قاطرة، والآخر يسحب ماكينتين. ونتج من الحادثة إصابة أربعة موظفين، إضافة إلى حدوث تسرب «ديزل» من أحد القطارات»، مشيراً إلى «عدم نشوب حريق، أو حدوث حالات احتجاز، أو وفيات» في الحادثة. وتأتي هذه الحادثة بعد نحو أسبوعين، من أخرى مماثلة، وقعت بين قطارين على خط الرياض – الدمام، أدت إلى إصابة اثنين، هما سائق القطار ومساعده، اللذان احتجزا بين ركام الحديد، كما جنحت في تلك الحادثة عربات عدة. يُشار إلى أن المؤسسة العامة للخطوط الحديدية، شكّلت خلال الفترة الماضية لجان تحقيق عدة في حوادث القطارات، إلا أنها لم تعلن عن نتائج التحقيقات حتى هذه اللحظة. وعلق رئيس المؤسسة المهندس عبد العزيز الحقيل، أن التحقيقات في الحوادث «يستغرق وقتاً»، مؤكداً أن مؤسسته «ستنشر نتائج التحقيقات في حال اكتمالها». وتوقع الحقيل، في تصريح سابق ل «الحياة»، أن «تقل نسبة الحوادث في القطارات، بعد أن يتم استكمال الخط الحديد الموازي للموجود حالياً»، مشيراً إلى أنه «تبقى من المسار الجديد 150 كيلومتراً فقط، بعد اعتماد مبالغه في الموازنة الجديدة للمؤسسة، التي تم الإعلان عنها أخيراًً. وتم تحديد نهاية آذار (مارس) المقبل، موعداً لترسية المناقصات على ثلاث شركات، للعمل فيه، في مدة لن تتجاوز 18 شهراً من تاريخ العمل، إضافة إلى أنه سيتم استبدال القطارات الحالية، التي لا تتجاوز سرعتها 140 كيلومتراً في الساعة، بأخرى تصل سرعتها إلى مئتي كيلومتر في الساعة». وأضاف أن «السكة الحديد تشهد عمليات صيانة في شكل مستمر، ما يساهم في بقائها سليمة».