أفادت الأنباء الواردة من العاصمة الصومالية أمس أن آلاف المواطنين يفرون إلى خارجها وسط توقعات بمعارك ضارية بين قوات الحكومة الضعيفة المدعومة من المجتمع الدولي وبين فصائل التمرد الإسلامي الذي يسعى إلى إطاحتها. وفي وقت تستعد حكومة الرئيس شيخ شريف شيخ أحمد منذ شهور لما تسمّيه «هجوماً حاسماً» ضد متمردي «حركة الشباب المجاهدين» و «حزب الإسلام» في مقديشو، بادر المتمردون في الأيام الأخيرة الى استقدام تعزيزات كبيرة من خارج العاصمة، بما في ذلك معقل «الشباب» في مدينة كيسمايو في الجنوب، تحسّباً على ما يبدو لهجوم وشيك ضد مواقعهم. ووعدت حكومة الرئيس شريف أحمد الذي احتفل الشهر الماضي بمرور سنة على توليه الحكم، بأن تطرد المتمردين من العاصمة، وهي استعدت لذلك بتدريب مئات الجنود في كينيا المجاورة، كما تلقت مساعدات عسكرية من الحكومة الأميركية. أما المتمردون، وتحديداً «حركة الشباب»، فقد ردوا بتوحيد صفوفهم بقدر الإمكان في مناطق سيطرتهم، خصوصاً في الجنوب حيث توحدت الشهر الماضي مجموعة «رأس كامبوني» تحت لواء «الشباب» وأعلن التنظيمان انخراطهما في «الجهاد العالمي» بقيادة تنظيم «القاعدة». ونقلت وكالة «فرانس برس» أمس عن عبدالرزاق كيلو المسؤول العسكري في الحكومة الصومالية الانتقالية في مقديشو: «ستكون هذه المعركة النهائية لتطهير العاصمة من الارهابيين. نحن واثقون من انفسنا وسنحاربهم». من جهتهم يقول مقاتلو حركة «الشباب» إنهم مطلعون على التحضيرات العسكرية الجارية ويستعدون «لشن هجوم مضاد» متوعدين بالحاق الهزيمة بقوات «الحكومة الكافرة» و «حلفائها النصارى». وأوردت وكالة «رويترز» في تقرير من مقديشو أن اشتباكات وقعت في العاصمة أمس أدت الى مقتل ما لا يقل عن 24 شخصاً بينهم ما لا يقل عن 16 قُتلوا في تبادل للقصف بين المتمردين الذين بادروا بأطلاق قذائف مورتر على قصر الرئاسة فرد حراس القصر من أفراد قوة حفظ السلام التابعة للاتحاد الافريقي بوابل من نيران مدفعيتهم. ونقلت عن علي موسى منسّق خدمة الاسعاف في مقديشو: «قد يرتفع عدد القتلى لأننا لم نصل بعد الى بعض الاحياء التي سقطت فيها قذائف ايضاً». وقالت ممرضة في مستشفى المدينة إن ما لا يقل عن 40 جريحا نقلوا الى هناك وتوفي خمسة منهم متأثرين بجروحهم. أما وكالة «فرانس برس» فنقلت عن سكان في العاصمة أن عدداً من قذائف الهاون سقط على القاعدة الرئيسية لقوات الاتحاد الافريقي في مقديشو ما دفعها الى الرد باطلاق قذائف سقطت على حي سوق بكارة، معقل حركة «الشباب». وفي حادث آخر، أوردت «رويترز» أن ثمانية أشخاص قُتلوا في اشتباكات أعقبت مشاجرة بين الشرطة والجنود في أكاديمية الشرطة في مقديشو. وقال شهود إن مدنياً واحداً على الاقل قُتل أيضاً نتيجة تبادل اطلاق النار.