كرّمت رئيسة لجنة التربية النيابية بهية الحريري نقيب المحررين ملحم كرم، بمأدبة غداء في فندق «فينيسيا»، حضرها الرئيس السابق للحكومة فؤاد السنيورة، ووزير الإعلام طارق متري، وشخصيات إعلامية واجتماعية. ورأت الحريري في كلمتها أن «الصحافة اللبنانية سمة من سمات لبنان الطبيعية التي لا تهزها رياح ولا يدمرها خلاف. ولا يضيعها حمق أو غباء»، مشيرة الى أن «الأيام التي أضعنا فيها كل ما لدينا وإن تجاوزناها، فستبقى شاهداً على أننا قد نضيع وقد نخطئ وقد نضعف وقد نهون. إلا أن صحافة لبنان التي انهار كل شيء من حولها ومن فوقها ومن تحتها أيام المحنة الطوال، بقيت منيعة وفاعلة وقادرة ومتجددة كموقع لبنان وكطبيعته». وأضافت: «قبل عشرين عاماً، اجتمعنا في رعاية الإخوة والأشقاء لنتصارح ونتسامح. ولنستعيد ذاتنا ووعينا، ولنرحم أبناءنا وأطفالنا ونساءنا وشيوخنا من ضياعنا وجنوننا، وأن نعيد الى أهلنا ووطننا وإنساننا أمننا واستقرارنا، ونؤسس مجدداً لعيشنا المشترك. والمشترك هنا ليس بين الأديان والطوائف. المشترك هنا هو كل ما يجمعنا ويوحدنا ويعزز وفاقنا ويؤمن تقدمنا وازدهارنا. إن المشترك بين اللبنانيين هو لبنان، هو الوطن وهو الأساس. وإن كل يوم لا يزداد المشترك فيه فإن فيه تهديداً لمستقبلنا ومستقبل أبنائنا». وقالت: «أعتبر هذا التكريم اليوم بمثابة اعتذار من كل الإعلام اللبناني المكتوب والمرئي والمسموع، اليومي والدوري، السياسي وغير السياسي، لأننا مقصرون في رعاية هذه الميزة الوطنية وتكريمها واحتضانها وكتابة تاريخها بما يليق بعطاءاتها ودورها الوطني الكبير». واعتبر كرم أن تكريمه «يتجاوز الشخص الى المؤسسة». وقال: «صحيح انني أعطيت النقابة مثلما كنت أعطيت المهنة... فأنا كرمت بالكلمة وفي البدء كانت الكلمة وآمنت بالقلم». وتوجه الى النائب الحريري: «يا سيدتي، انا قدرت فيك دوماً بعد النظر وسعة المدى وبرارة الرؤية. وهذه الخصال نفتقدها لنلقاها في شخصك الكريم، والمستمد من مآتي الرئيس الشهيد. وقد كان واحداً من بناة الوحدة في لبنان، وسيظل في بال اللبنانيين هاجس البحث عن الحقيقة لأن الجريمة حرام ان تبقى بلا عقاب». وأضاف: «انا متفائل بتولي ابن الشهيد قدرات الحكم من اجل مجتمع أفضل ومواطن أرقى ودولة عصرية ووطن ثابت الأركان».