قد يعزز العمل ساعة إضافية خلال الأسبوع خطر الإصابة بأمراض صحية، مثل الجلطات الدماغية، وأمراض القلب، بنسبة 10 في المئة على مدى ثمانية أعوام ونصف العام. وبرزت هذه النظرية بعدما حلل باحثون 25 دراسة، شملت أكثر من 600 ألف شخص، حول العالم، جرت مراقبتهم أكثر من 8.5 سنة. ووفقاً لما نقلته صحيفة «تيليغراف» البريطانية، الخميس الماضي، وجد الباحثون أن احتمال الإصابة بمخاطر صحية نتيجة العمل ساعة إضافية في الاسبوع، يزداد مع وجود عوامل أخرى مثل التدخين وقلة النشاط الجسدي، وهي عادات يمارسها غالباً أصحاب الوظائف المجهدة والذين يعملون ساعات طويلة. وأوضح الباحثون أن الأشخاص الذين تصل ساعات عملهم إلى ما بين 41 و48 ساعة في الأسبوع، تزداد نسبة خطر إصابتهم بجلطة 10 في المئة، بينما ترتفع عند أولئك الذين يعملون من 49 إلى 54 ساعة إلى 27 في المئة، وتصل إلى 33 في المئة لدى من يعملون 55 ساعة أو أكثر في الأسبوع. وكان «مكتب العمل الدولي» أصدر إحصاءات حول أكثر من 44 دولة خلال 10 أعوام، أوضحت أن معدل ساعات العمل في غالبية بلاد العالم يتراوح ما بين 35 و45 ساعة أسبوعياً، ولكنه يتعدى ذلك في بعض البلدان النامية ليصل إلى أكثر من 48 ساعة في الأسبوع. وقال مساعد المدير الطبي في «المؤسسة البريطانية للقلب» (بي اتش اف) إن «نتائج الدراسات توضح وجود صلة بين طول ساعات العمل، وزيادة مخاطر الإصابة بجلطة دماغية أو بأمراض في القلب»، مضيفاً في الموضوع الذي نشرته الصحيفة، أن «ما يدعم وجود هذه الصلة هو أن كثيراً من الوفيات المفاجئة التي تحدث بعد ساعات العمل الطويلة تقع نتيجة للجلطات الدماغية». ولفت استشاري أمراض القلب في «جامعة شيفيلد» البريطانية، تيم تشيكو، من جهته، إلى أن نتائج الباحثين «لا توضح إن كان العمل ساعات أقل خلال الأسبوع يمكنه خفض خطر الإصابة بجلطة في الدماغ»، موضحاً أن «تقليل الوقت الذي يمضيه الشخص جالساً، وزيادة نشاطه البدني، وتحسين نظامه الغذائي، كلها عوامل أكثر أهمية من ساعات العمل».