أجمع ممارسون للعمل الاجتماعي في المملكة، على «ندرة وشح» في الكوادر النسائية العاملة في المجال التطوعي، أو على الأقل «نقص في احترافية العمل لمن يمارسن مهنة العمل التطوعي حالياً». كما اتفقوا على أن الرجل «سابق للمرأة في التعاطي مع العمل الاجتماعي. وسجل نجاحات متقدمة عليها، فيما هي لم تدخل في طريق العمل الاجتماعي في شكل تستطيع من خلاله أن تنهض به من دون مساعدة الرجل لها». وأوضح مدير مركز اللجنة الاجتماعية في حي أحد في الدمام سالم القحطاني، أن المركز «ألغى ثلاث ورش عمل مخصصة للنساء، لبحث سبل تطوير عمل المرأة الاجتماعي، بسبب عدم قدرتهن على الحضور وتباين ظروفهن». وأشار إلى أن المركز «يستعد لإطلاق مشروع الرائدة الاجتماعية، بالتعاون مع مؤسسة محمد وعبدالله إبراهيم السبيعي الخيرية، وبإشراف من وزارة الشؤون الاجتماعية. ويسعى لإضافة الاحتراف للعمل الاجتماعي النسائي، من خلال التأهيل العلمي والأكاديمي المدروس، ما سيكون له الأثر النافع على بيئة العمل التطوعي النسائي». وأبان أن المركز «نفذ الورشة الأولى التي تمثل النواة لبناء الكفايات والمهارات لهذا المشروع. ودعي لها أكثر من 60 من المتخصصين في المجالات التربوية والاجتماعية والنفسية والإدارية، ليستفاد من خبرتهم الأكاديمية في هذه المجالات». واستعرض مبررات طرح مشروع «الرائدة الأسرية»، التي تتمثل في «ندرة النساء المؤهلات في الجوانب التطوعية، وضرورة وجودهن للقيام بالعمل مع النساء، وفتح مجال التخصص في الاحتياجات النادرة أو المحدودة، وسد الحاجة بالمهارات التي لا يوجد لها جهة تقدمها في إطار معد ومتكامل، وتعميم فائدة هذه التخصصات على أكبر شريحة من النساء، وتكوين قيادات شابة مؤهلة ومدربة على أساليب القيادة والتأثير، للاستفادة منها في الميدان النسائي، وإيجاد منشط نسائي يجمع بين أهل الخبرة والاختصاص وبين عامة النساء، وبذل الجهود لتطوير القدرات لصالح المجتمع». وأفاد أن الدراسة ستكون على «مسارين، ينتظم في المستوى الأول الحاصلات على الشهادات الجامعية على مدار عام كامل، بعدد 240 ساعة تدريبية، ليلتحقن في المستوى الثاني، الذي يستمر عاماً دراسياً جديداً، بعدد ساعات مماثل، يدرسن فيه أربعة مسارات، هي: الإداري والتربوي والاجتماعي والتدريبي»، متوقعاً أن ينتسب إلى البرنامج «150 امرأة في دورته الأولى». فيما أوضح عدد من الممارسين في العمل الاجتماعي في الورشة التي عقدت أول من أمس، أن المرأة «تعاني من عدد من المشكلات، منها عدم قدرتها على إدارة الصراع داخل المنظومة الإدارية. كما ان لديها مشكلات متعددة في التعامل مع بنات جنسها، وتجد صعوبة في فن التواصل، وليس لديها القدرة على الإدارة المالية في شكل تام، ومشكلة الرؤية الوقتية لقضاياها، وعدم حسن التصرف في التعامل مع النساء، وأنها قد تهتم في التفاصيل والجماليات في العمل، ما قد يؤدي إلى ضياع جوهر العمل أو ضعفه». وطالبوا أن تتضمن دراسة المرأة المنتسبة للمشروع «أنواع السلوك، ومهارة حل المشكلات والحوار، ومراحل النمو بين العاملين، والقدرة على فهم أنماط السلوك، والفروق الفردية بين الذكر والأنثى، والمتغيرات الطبيعية، وتعلم مهارات الاتصال، والإلمام في المتغيرات الاجتماعية السريعة، وفهم التحديات المعاصرة، سواءً كانت في الهوية، أو الانهيار المعرفي أو التقني، وأن يكون لديها القدرة على إدارة الذات والغير. وأن تكون متأصلة شرعاً في العمل التطوعي، ولديها وعي تام بما يطرح من القضايا العالمية، وأن تكون ملمة في خصائص البيئة المعرفية، وقادرة على حل المشكلات التربوية، والتعامل مع شرائح المجتمع، وأن تكون على اطلاع تام في خصائص المربية والأخلاقيات المهنية، ولديها أساليب وأدوات تقويم لما تقوم به من عمل».