شهدت أجهزة الصراف في المنطقة الشرقية منذ صباح أمس أعطالاً مستمرة، أدت إلى إرباك وازدحام على أبواب المصارف، وأرجع مصرفيون ذلك إلى عطل فني بسبب الضغط على الشبكة، إضافة إلى نفاد كميات الأموال، التي كانت بداخل كثير من الأجهزة، إذ تزامن ذلك مع صرف رواتب الجهات الحكومية. وأوضح عدد من مديري فروع البنوك أن المشكلة فنية، ولا تتعلق بعدم سرعة التعامل مع العميل، وإيداع الرواتب في حساباتهم. وقال نزار الدغيثر (مدير فرع أحد المصارف) ل«الحياة»: «إن كل الصرافات تعطلت، ولم تتمكّن من صرف الرواتب، بسبب الضغط على النظام المتبع، والآلية التي نعمل بها، إلا أنه من المسيء اتهام العملاء بأننا نستفيد من رواتبهم لتشغيلها، أي أننا السبب في ذلك، فالأمر يتعلق بمسألة نظام فقط، إذ شهد ضغطاً بشكل لا يحتمل، وبدأت بعض البنوك في التعامل مع المشكلة بسرعة من دون إحداث أية فوضى». واعتبر أن ما حدث هو «أمر عادي، إلا أنه تسبب في حال من القلق بين العملاء، خصوصاً أن الأجهزة في كل البنوك توقفت عن الخدمة بشكل مفاجئ، وما زالت المشكلة مستمرة، إلا أننا نعمل على حلها، وبدأت بعض الأجهزة العمل بشكل بسيط، وعاد عطلها مجدداً، بسبب الضغط عليها من دون توقف». نافياً أن تكون المسألة لها علاقة «بعدم وجود سيولة نقدية في البنوك ونفاد الأموال». ويقول عدد من الموظفين التابعين للقطاع الحكومي، إن المشكلة التي واجهتهم بدأت منذ صباح أمس حتى ساعات ما بعد العصر. وأوضحت المعلمة منى عبدالقادر أن «عدم قدرة أجهزة الصرافة على تقديم الخدمة للعملاء تزامن مع صرف الرواتب، ما أحدث قلقاً لدى الموظفين، وحاولنا التنقل من جهاز إلى آخر، ولكن من دون جدوى، وتواصلنا مع مديرة فرع البنك التي أكدت أن الخلل هو فني في النظام، كما أن الضغط من العملاء أسهم في تفاقم الأمر، كل ذلك نجم عنه ازدحام في البنوك ليتسلم الموظفون رواتبهم، وهذا ما رفضه عدد من الفروع في بعض البنوك». من ناحيته، يؤكد سالم العمر (موظف)، أن «رفض البنوك صرف الرواتب بسبب تعطل الأجهزة أحدث مشكلات عدة في البنوك، وأدى إلى طوابير انتظار في بعض الفروع، خصوصاً لمن هم مضطرون لتسلم رواتبهم بصورة عاجلة لالتزامات مادية عليهم، خصوصاً مستفيدي الضمان الاجتماعي ومن هم على شاكلتهم»، مضيفاً: «تعطل الأجهزة أحبطنا، ولا نزال على أمل الانتظار». وأوضح مطلق الغامدي أن ما حدث «ليس مسألة ضارة، لأن التأخير قد يكون لساعات، إلا أن الازدحام في البنوك أربكنا، والسؤال عن مدة العطل، لم نجد له إجابة واضحة، ونتوقع أنه خلال الساعات المقبلة بحسب إدارات البنوك أن تكون الأزمة شهدت فك اختناقها». ولفت إلى أن «الأسر المستفيدة من الضمان الاجتماعي قد تكون الأكثر حاجة لتسلم رواتبهم، علماً بأن التأخر لم يصل لحد ال 24 ساعة، بيد أن انتظارهم للرواتب يكون بفارغ الصبر».