قال إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور صالح آل طالب إن «في أرض من الإسلام عزيزة لم يزل مجرم الشام وعدوها يرتكب المجازر تلو المجازر على نحوٍ يخجل أن يفعله الأعداء الغرباء في أهل بلد غريب، وآخرُها ما فعله المجرم في دوما من قتله وحرقه العشرات من الأطفال والمساكين في سوق ليس بمكان حرب أو نزال، ولكنه الغل والخبث الذي امتلأ به جوفه وحزبه على العرب والمسلمين، خصوصاً وقد أسلم عنقه الذليل لعقرب المنطقة وجمعتهم كلَهم عداوةُ الملة والعرق والتاريخ على أهل الشام». وأضاف الشيخ آل طالب في خطبة الجمعة في المسجد الحرام أمس: «اللهم إنا نسألك أن يكون ما فعله طاغية الشام في دُوما هو آخر تمكينه وأول هوانه، اللهم حرّك منه ما سكن وسكن منه ما تحرك، وأجعله عبرة للمعتبرين، اللهم عجل عليه بعذابك ورجزك هو ومن عاونه، اللهم عليك بهم فإنهم لا يعجزونك، اللهم انتصر للشهداء والجرحى والأرامل واليتامى والمظلومين، وأشف صدورنا وصدور المؤمنين، اللهم ألطف بأهلنا في الشام وعجل لهم بالفرج يا أرحم الراحمين». وفي المدينةالمنورة، دعا إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ علي الحذيفي إلى «الفهم الصحيح في كتاب الله عز وجل وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم»، وأكد في خطبة الجمعة أمس، أن «أعظم نعمة وأكبر خير يناله العبد هو الفهم الصحيح في كتاب الله تعالى وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم مع العمل على منهاج السلف الصالح الذين هم خير القرون، فلا ينفع الفهم والعلم بلا عمل صالح، ولا ينفع بلا سنة وقدوة ونور ودليل من الوحي، فالناجي من المهلكات والفائز بالخيرات من سعى في اكتساب العلم النافع والعمل الصالح». وأوضح أن «العلم النافع والعمل الصالح يجمع الله بهما للعبد كل خير ويحفظه من كل شر ويثبت الله بذلك الأقدام على الصراط المستقيم»، مشيراً إلى أن «الضلال الأكبر في الإعراض عن علم القرآن والسنة والإعراض عن العمل، فالإعراض هو الخسران المبين، والتأويل الفاسد للقرآن والسنة من الإعراض عما أنزل الله تعالى، وهذا التأويل الباطل هو الذي أفسد العقول وفرق الأمة وأضعف المسلمين وغيّر القلوب وأدخل البدع على الإسلام وأورث العداوة والبغضاء بين أهل هذه الملة السمحة». ولفت إلى أن «التأويل الباطل استحل أصحابه به الدماء المعصومة والأموال المحرمة، وكفروا به من شاءوا ووالوا به من شاءوا وعادوا به من شاءوا، وهو باب الشر الذي فتح على الأمة، والانحراف الفكري والبدع المحدثات بنيت على التأويل الفاسد والتفسير الباطل للقرآن والحديث، فالفرق الإسلامية المخالفة للصحابة والتابعين ظلوا في التأويل ولم يختلفوا في التنزيل إجمالاً، فالتأويل الباطل أساس البدع والضلال». وقال: «إن لكل بدعة ومبتدعة ورثة، وورثة البدع بهذا الزمان شر من أسلافهم لبعد العهد بالنبوة، ولردهم نصح أهل العلم ومقاطعتهم للجلوس في حلق تعليمهم وعدم الأخذ منهم في المدارس والجامعات، ولاتخاذهم رؤساء جهال ضالين مضلين يفتنونهم بغير علم فيضلونهم عن السبيل»، مشيراً إلى أن «من سلف من الخوارج لم يكونوا يغدرون ولا يكذبون ولا يخونون وكانوا يعظمون المساجد، وخوارج العصر يغدرون ويخونون ويقتلون الركع السجود في المساجد ويسفكون دماء المسلمين من رجال الأمن وغيرهم ويكفرون المسلمين، ولعظم هذه الجرائم وشر خطرها وعموم ضررها قال النبي صلى الله عليه وسلم (الخوارج كلاب النار)». وأكد أن «فكر خوارج هذا العصر وخطرهم أنهم يجعلون البراء من الركع السجود وقتل المسلمين في المساجد أو في أي مكان، ويكفرون المسلمين ويجعلون الولاء لطائفتهم القليلة الشاذة الضالة المضلة التي ضلت في تفسير القرآن والسنة».