قال نائب زعيم تنظيم «القاعدة في جزيرة العرب» سعيد الشهري إن تنظيمه يتطلع إلى السيطرة على مضيق باب المندب الاستراتيجي بالتعاون مع «المجاهدين» في الصومال، مؤكداً أن مقاتلين صوماليين وصلوا إلى اليمن لمساندة تنظيمه الذي يتعرض لملاحقات يومية هناك. الشهري السعودي الجنسية والمعروف باسم «أبو سفيان الأزدي» قال إن التحركات الدولية تجاه الوضع في اليمن، خصوصاً اجتماع لندن الشهر الماضي «تبيّن لنا أهمية هذه الحرب العقائدية لعدونا وما تعني له جغرافية المنطقة، خصوصاً البحرية منها». وأشار في شكل خاص إلى «أهمية باب المندب (الذي يفصل بين البحر الأحمر وخليج عدن ويمرّ عبره خط الملاحة البحرية لقناة السويس وكميات كبيرة من النفط) الذي لو تمت لنا بإذن الله السيطرة عليه، وإعادته إلى حاضرة الإسلام، لكان نصراً عظيماً ونفوذاً عالمياً». وأضاف: «عندها سيغلق الباب، ويضيق الخناق على اليهود، لأن من خلاله تدعمهم أميركا عن طريق البحر الأحمر». وتوجه بكلامه إلى «المجاهدين» في الصومال قائلاً: «لنتعاون كل في ثغره على معركتنا المقبلة مع زعيمة الكفر العالمي أميركا، فنحن وإياكم على ضفة باب المندب، وليكمل بعضنا بعضاً في شؤون حربنا على أعدائنا». وشكر حركة «الشباب المجاهدين» في الصومال على إرسال مقاتلين إلى اليمن للقتال إلى جانب «القاعدة». وكان الشهري انضم إلى قيادة «القاعدة» في اليمن بعد عودته من معتقل غوانتانامو، وإفراج السلطات السعودية عنه، بعد خضوعه لبرنامج مناصحة، ويقود التنظيم اليمني ناصر الوحيشي. ودعا الشهري إلى الجهاد ضد مصالح الأميركيين و«الصليبيين»، وقال: «يا أمة الجهاد عليكم بالجهاد في سبيل الله، فمصالح الأميركيين والصليبيين منتشرة في كل مكان، وعملاؤهم يتنقلون في كل مكان». ورحب ب«الغزوة المباركة» التي نفذها «البطل المجاهد» الشاب النيجيري عمر الفاروق عبدالمطلب، في إشارة إلى محاولة التفجير الفاشلة، التي استهدفت طائرة اميركية في 25 كانون الأول (ديسمبر) الماضي. وفي ما لم يصدر تعليق رسمي من الحكومة اليمنية على تصريحات الشهري، قال مسؤول حكومي ل«الحياة» إن الحكومة اليمنية تأخذ مثل هذه التهديدات على محمل الجد، وتضع في حساباتها كل الاحتمالات، مؤكداً تصميمها على اجتثاث كل العناصر الإرهابية في اليمن، لحماية أمن البلاد واستقرارها، والدفاع عن المصالح الوطنية والإقليمية والدولية. واعتبر المسؤول أن السلطات اليمنية نجحت حتى الآن في إفشال عدد من العمليات الإرهابية ضد مصالح أجنبية ويمنية، من خلال ضرباتها الاستباقية، واعتقالها العشرات من عناصر «القاعدة» في الأسابيع الأخيرة، وأكد أن الملاحقات اليومية ستستمر ضد عناصر التنظيم إلى حين القضاء عليه تماماً. وكان اليمن أعلن في ديسمبر الماضي أنه يخوض حرباً مفتوحة ضد «القاعدة»، وطالب المجتمع الدولي بدعمه. من جهة ثانية، أعلن مصدر عسكري يمني مقتل عشرة جنود يمنيين، وجرح 18 آخرين في عمليات قنص ومواجهات بين القوات الحكومية والمتمردين «الحوثيين» في شمال البلاد. وحصلت المواجهات بعد رفض زعيم التمرد عبدالملك الحوثي جدولاً زمنياً وضعته الحكومة لتنفيذ شروط وقف القتال. ووقعت المعارك في محيط مدينة صعدة وعلى محوري حرف سفيان والملاحيظ، بحسب المصدر الذي أشار إلى أن معظم القتلى في صفوف القوات المسلحة سقطوا في عمليات قنص. إلى ذلك، قال مصدر عسكري ميداني (أ ف ب)، أن الجيش اليمني تمكّن أمس من «فك الحصار عن لواء عسكري كان محاصراً في جبل الصمع» جنوب شرقي صعدة. وذكر أن الحصار استمر عشرة أيام بعد أن تمكّن المتمردون من حفر خنادق وزرع ألغام في المكان. وأفاد بأن مواجهات عنيفة اندلعت وأسفرت عن «سقوط عدد من الضحايا» من دون إعطاء أرقام محددة. من جهة أخرى، أكدت مصادر واسعة الاطلاع على شؤون تنظيم «القاعدة» في اليمن ل«الحياة» أمس أنه من الصعب على التنظيم السيطرة على مضيق باب المندب الاستراتيجي، وذلك بسبب ضعف الإمكانات البشرية والتسليحية واللوجستية. وقالت إن ما يسمى «تنظيم القاعدة في جزيرة العرب» يعاني فقراً بسبب تضييق الخناق على مموليه من السعودية وغيرها من البلدان، إضافة إلى المواجهات الأمنية في معاقله بين الجيش اليمني والمتمردين الحوثيين. وأضافت أن عناصر التنظيم «قد تقوم بهجمات انتحارية أو إطلاق النار على مضيق باب المندب الذي يفصل القارة الآسيوية عن أفريقيا من مسافات بعيدة، لكن من الصعب عليهم السيطرة عليه». ولفتت إلى أن التسجيلات الصوتية والمرئية على مواقع «القاعدة» يشرف على كتابتها وتنقيحها لغوياً شخصان أحدهما مفتي «القاعدة» اليمني عادل اللباني، والمطلوب الثالث في قائمة ال85 إبراهيم الربيش، وهما يعتبران من أكثر أعضاء التنظيم تمكناً في اللغة العربية. وفي ما عده مراقبون ضعفاً يعانيه التنظيم في العناصر، دعا الشهري في تسجيله الصوتي أمس، القبائل اليمنية إلى الوقوف بجوار «القاعدة»، بعدما قام الجيش اليمني بتوجيه عدد من الضربات لمواقعهم. وقال: «إن الحِمْل عليكم عظيم، ونطلب منكم وقفة الرجال، وأنتم أهل البأس في الحروب، واعلموا أننا معكم يا قبائل اليمن».