واصلت درجات الحرارة انخفاضها على معظم مناطق المملكة خلال اليومين الماضيين، خصوصاً المنطقة الشمالية التي سجلت مستويات برد قياسية، إذ بلغت في محافظة القريات 3 درجات مئوية تحت الصفر، ما أدى إلى تجمد مياه الصنابير، كما أدى المنخفض الجوي الذي مر بالقريات خلال اليومين الماضيين إلى تساقط ثلوج في بعض المناطق البرية المكشوفة والمرتفعة، مثل منطقة «الكتب» (نحو 70 كيلومتراً شمال شرقي المحافظة). واضطر الأهالي إلى استخدام مياه دافئة، لإزالة طبقة الجليد التي غطت زجاج سياراتهم. وفي المناطق الوسطى، تدنت درجات الحرارة بشكل ملحوظ خلال اليومين الماضيين، وبلغت ذروتها ليل أول من أمس، ما اضطر المواطنين والمقيمين إلى العودة لملابس الشتاء الثقيلة، ووسائل التدفئة الكهربائية التي كانت مركونة لعدم الحاجة لها، لاسيما بعد انتهاء «المربعانية» التي يكون بردها قارساً داخل المنازل. وسجلت الرئاسة العامة لمصلحة الأرصاد وحماية البيئة، درجات حرارة منخفضة على منطقتي الرياض والقصيم أمس، وصلت إلى درجة مئوية واحدة للصغرى و18 للكبرى، وفي حائل صفر مئوية للصغرى و17 للكبرى، وذلك للمرة الأولى خلال هذا العام. وتوقعت «الأرصاد» أن تبدأ درجات الحرارة في الارتفاع التدريجي على معظم المناطق اليوم، يصحبها نشاط في الرياح السطحية على شمال شرقي ووسط وجنوب المملكة، مع تهيؤ الفرصة لظهور سحب ركامية رعدية ممطرة على مرتفعات الباحة وعسير وجازان والمناطق الساحلية المحاذية لهذه المرتفعات، خصوصاً الواقعة بين الليث والقنفدة وجازان وبين بيشة ونجران، مرجحة هطول أمطار عليها بين متوسطة وغزيرة بعد الظهيرة. وأوضح الباحث الفلكي الدكتور خالد الزعاق ل«الحياة»، أن اشتداد البرد خلال اليومين الماضيين على المناطق الشمالية والشرقية والوسطى من المملكة تزامن مع دخول موسم العقرب الأول المسمى ب«عقرب السم» الذي حل يوم السبت الماضي، مشيراً إلى أنه سمي بالسم لأن برده قاتل. وأضاف أن برد العقارب لا يتسم ببرودة الجو، بل بإحساس الأجسام بالبرودة، في حين تكون الأجواء أخف حدة من أجواء الشبط والمربعانية، وقال: «الأجواء السائدة خلال موسم العقارب هي الاعتدال والدفء الذي يصل إلى المعدلات الصيفية، إلا أنها لا تخلو من هجمات برد مباغتة، وينشط فيها الغبار والبعوض».