أرجع نائب الرئيس للآثار والمتاحف في «الهيئة العامة للسياحة والآثار» الدكتور علي الغبان، اكتشاف موقع «القرية التراثية» في شمال الراكة في حاضرة الدمام، إلى أكثر من 30 عاماً، نافياً اكتشافه على أيدي مواطنين. وقال: «إن عثور مواطنين على لُقى من الموقع قبل بدء أعمال الحفريات، غير صحيح، وبخاصة أن الموقع محاط بسياج». إلا أنه بين أن «الجهة الشمالية الواقعة بالقرب من «غرفة الشرقية»، اُخترقت، واستغلها بعض رعاة الأغنام في رعي ماشيتهم، وربما من هذا المكان دخل مواطنون إلى الموقع، وحملوا قطعاً غير ذات قيمة من سطح الموقع. وفيما بعد قامت شركة «أرامكو السعودية» بسد الثغرة، ومنع الدخول إلى الموقع». وشدد الغبان، على أن «أي مواطن التقط لُقى، عليه إرجاعها. كما أن التقاطها لا يعد اكتشافاً لها، فالموقع مُكتشف منذ 30 عاماً». وتعود القرية الأثرية إلى فترة صدر الإسلام، في القرنين الأول والثاني. وتتكون من نحو 20 منزلاً، تضم غرفاً ووحدات سكنية وفناء خارجياً. وعثر فيها على قطع فخارية وخزفية وزجاج وحجر صابوني، وقطع معدنية، إضافة إلى عملات نقدية «صفوية» و»سعودية»، تعود إلى عهود أحدث زمنياً. كما استخدمت بعض الغرف في تخزين التمر واستخراج الدبس، إضافة إلى وجود عدد من الأفران. وقال: «إن أعمال التنقيب بدأت قبل شهرين، من جانب فريق سعودي من مكتب الآثار في المنطقة الشرقية، وبإشراف ومتابعة من قطاع الآثار والمتاحف في الهيئة». وأرجع تاريخ اكتشاف الموقع إلى العام 1397ه، ضمن أعمال مسح نفذتها وكالة الآثار والمتاحف، ودخل الموقع في أملاك شركة «أرامكو السعودية» منذ سنوات عدة. وأوضح «ضمن إطار اتفاق بين الهيئة والشركة، مولت الأخيرة عملية الحفر». وتبعد القرية، التي تضم نحو خمسة آبار، عن ساحل الخليج كيلومتر جنوباً، وتمثل فترة سكنية واستيطانية واحدة. وذكر الغبان، أنه «تم التقاط عدد من النوى، كما عُثر على كميات كبيرة من القواقع والمحار وعظام الأسماك». وبين أن «القرية تضم نظاماً مائياً، يتكون من بئر دائرية، تتصل فيها بناء بيضاوي الشكل، يتكون من حوض تجميع مياه مزود بقناتين للتصريف». واعتبر طريقة بناء المنازل «تدل على تصميم هندسي مُتقن»، مبيناً أن المنازل «تكتسب أهميتها، لكونها متكاملة. كما أنها تُعد أول نموذج من تلك الفترة الزمنية، ما يجعلها فريدة من بين بقية المواقع، وتمثيلها فترة زمنية قصيرة (مئتي عام)»، مرجحاً أن «ساكني القرية من قبيلة عبد القيس التي كانت تنتشر في شرق الجزيرة العربية قبل الإسلام وبعده».