لا تحرق الجسورَ وأنت تعبرُ لأنها تبقى توقِد لك... قنديلاً يبدد عنك شيئاً من وحشةِ الظلمةِ حينَ يغشاكَ ليلٌ مدلهمٌ أو حين تجدُ نفسكَ في ذلك النفق المظلم الطويلْ * * * لا ترم سلاحكَ الصدئ فقد تكون آخر اطلاقاتهِ هي الرقم السريّ الذي تصفي به حساباتك لتكون الجاني... وليس الضحية كما كنت دوماً! أو قد تكون جناح الحمامة يخلصكَ... مما لا يستطيع البشر تحملهُ يطيرُ بك إلى عوالم أخرى لن تكون أقسى عليكَ... من هذا العالم الذي عانيتَ كثيراً من أجله ولم تفقد الأملَ فيه بعدُ! * * * لا تبتعد كثيراً عن المدينة التي أنجبتكَ قد تكون زواياها وأزقتها... وجهاؤها وكادحوها الجناحين الذيْن... يموّهان أثرك يضمانك بأمانْ حين لا يكون لك مكانٌ تلتجئ إليه أو حين يضيق عليك الخناق! * * * لا تتناسى الفتاة التي أحببتها يوماً وأحبتك دوماً ذلك لأنها قد تكونُ الوحيدة التي تذرفُ عيناها الدموع بسخاءٍ عند تذكّرك! في وقتٍ ينساكَ فيهِ الآخرونَ بعد أن تكون قد أجْبِرْتَ على الرحيل دون ضجةٍ وأبكر كثيراً مما يجب! * * * لا تحرق الجسور وأنت تعبر الهاويةَ إلى الجانب الآخرِ الذي تظنه... آمناً على الدوامْ ذلك لأن الحياة... لم تكن منصفة دائماً! * شاعر سعودي.