اقتحم أشخاص ينتمون إلى حركة «بلاك لايفز ماتر» (حياة السود مهمة) الشعبية منصات الحملات الانتخابية لعدد من مرشحي الرئاسة الأميركية للعام 2016، في محاولة لإيصال قضايا الأميركيين من أصول أفريقية للمرشحين الذين تباينت استجابتهم لمطالب المحتجين. وذكر موقع «اندبندنت» أن الحركة المدعومة من شخصيات أميركية شهيرة عدة، دفعت المرشحين الديموقراطيين للانتخابات الرئاسية الى الإعلان عن خطط لإصلاح قانون العدالة الجنائية. وقاطع المحتجون حملتي كل من سيناتور فيرمونت، بيرني ساندرز، وحاكم ماري لاند السابق، مارتن آلي، في الأسابيع الماضية، وأرسلوا رسالة واضحة تعبر عن رفضهم لطريقة التعاطي مع قضية التمييز العرقي، وطالبوا المرشحين بأفعال ملموسة لإصلاح قانون العدالة الجنائية. وبالفعل، حصل المحتجون على نتائج سريعة لمطالبهم، إذ تبنى كلٌ من المرشحين خطة إصلاح شاملة لمحاور عدة في ذلك القانون، تضمنت عنف الشرطة، وأحكام السجن، والتمييز العرقي والتهميش، وغيرها. وقال موقع «تايم» إن مجموعة من خمسة أشخاص منتمين الى الحركة حاولوا مقاطعة خطاب هيلاري كلينتون أثناء حملتها في كيني، من خلال إجبارها على سماع قائمة من السياسات غير العادلة التي تم تشجيعها في فترة حكم بيل كلينتون، لكنهم مُنعوا من الدخول الى مكان التجمع بسبب التأخير. واجتمعت كلينتون بهم على حدة بعد انتهاء خطابها. وأوضحت واحدة من مؤسسي «بلاك لايفز ماتر»، اليسيا غارزا، في حديث مع تلفزيون «ام اس ان بي سي»، أن الحركة تطالب بالذهاب الى أبعد من الأقوال، والانتقال إلى الأفعال، مؤكدة أن «على المرشح الرئاسي المثالي أن يبيّن ما هي الخطوات التي سيقوم بها، وما هي القوانين التي سيغيرها» لتنفيذ مطالب الأميركيين من أصل أفريقي. وتابعت أن «هدف الحركة هو الحفاظ على المجتمعات الأميركية آمنة، والحرص على اجتثاث العنصرية ضد السود تماماً، والتوقف عن الاقتناع بأن المجتمع الأميركي تخطى أزمة التمييز العرقي، وايقاف استهداف أرواح المواطنين والمهاجرين السود من دون حق». وأظهر فيديو بثه موقع «ديلي ميل» المرشح الجمهوري جيب بوش وهو يغادر مسرعاً حملته الانتخابية، بعدما قاطعه هتاف قرابة 150 محتجاً من الحركة، وهم يرددون شعارهم «بلاك لايفز ماتر». وأوضح الموقع أن المرشح لم يختتم خطابه، وأنهاه مسرعاً، واكتفى بمصافحة بعض الحضور. يُذكر أن حركة «بلاك لايفز ماتر» تأسست العام 2012، عقب مقتل الشاب الأميركي من أصول افريقية مارتن ترايفون، على يد جورج زيمرمان، وأصبحت أكثر نشاطاً بعدما عمّت الاحتجاجات المدن الأميركية في آب (أغسطس) العام الماضي، إثر مقتل الشاب مايكل براون على يد شرطي أبيض في بلدة فيرغسون. وتبنت الحركة قضايا عدة، من بينها الدفاع عن حقوق المرأة والمهاجرين، ومحاربة الفقر، ومحاربة وحشية الشرطة ضد الأميركيين من أصول أفريقية.