هزّ تفجير الوسط التجاري للعاصمة التايلاندية بانكوك أمس، في هجوم استهدف سياحاً أجانب، ما أسفر عن سقوط عدد منهم قتلى، فيما أشارت حصيلة أولية إلى مقتل 27 شخصاً وجرح 78 آخرين. وسارعت الحكومة الى تشكيل «غرفة حرب» لمواجهة الارهاب الذ يستهدف هز الاقتصاد الوطني عبر ضرب السياحة. ويزور تايلاند سنوياً 26 مليون سائح أجنبي، من بينهم 7.5 ملايين صيني، وحوالى 450 ألف سائح عربي غالبيتهم من الإمارات والسعودية والكويت وفق احصاءات 2014. ووقع الانفجار أمام معبد هندوسي ونجم عن عبوة ناسفة وضعت في دراجة نارية، ولم تتبن أي جهة على الفور مسؤولية الهجوم. وأفادت وسائل إعلام بأن ثلاثة أجانب على الأقل كانوا بين القتلى، (صينيان وفيليبيني)، وأشارت إلى أن معظم المصابين سياح من الصين وتايوان. وأعلن وزير الدفاع التايلاندي براويت وونغسووغ، أن التفجير استهدف «أجانب» لضرب قطاع السياحة الحيوي. وقال: «كانت قنبلة تي أن تي والأشخاص الذين صنعوها استهدفوا أجانب وأرادوا التسبب بأضرار للسياحة والاقتصاد». وانتشرت قوات كثيفة للشرطة وسيارات الإسعاف في مكان الانفجار أمام معبد «براهما» الشعبي الهندوسي الذي يقصده آلاف البوذيين يومياً، ويقع في إحدى أكبر الجادات في بانكوك. وشوهدت أشلاء جثث في موقع الانفجار خارج المعبد الذي يقع قرب مراكز تجارية ضخمة وناطحات سحاب. وأفادت معلومات غير رسمية، بأن قوات الأمن فككت عبوة ثانية في المنطقة، ما أثار ذعراً في أوساط السكان والسياح الأجانب الذين لزموا فنادقهم، فيما نشرت الشرطة تعزيزات بحثاً عن مزيد من القنابل وأغلقت شوارع وأقامت حواجز تفتيش في تقاطعات رئيسية. وفي وقت أعلن رئيس الوزراء التايلاندي برايوت تشان أوتشا استحداث «غرفة حرب» لتنسيق رد الفعل على التفجير، سارعت وسائل إعلام أجنبية إلى تسليط الضوء على اضطرابات الجنوب التايلاندي حيث يواجه الجيش تمرداً إسلامياً محدوداً، نادراً ما يشن المقاتلون المنضوون تحت لوائه هجمات خارج معاقلهم. وتسبب العنف في الجنوب بسقوط أكثر من 6400 قتيلاً معظمهم من المدنيين. كما تشهد البلاد صراعاً شديداً يصل إلى حد العنف بين فصائل سياسية في بانكوك وأماكن أخرى، علماً أن تقاطع الطرق أمام المعبد كان مسرح اعتصامات لأنصار رئيس الوزراء المعزول ثاكسين شيناواترا الذي أطيح في انقلاب عسكري عام 2006. ورفض أيك أنجسانانوند نائب قائد الشرطة في بانكوك التكهن بملابسات التفجير، وشدد على أن «كل ما يمكنني قوله الآن هو أن انفجاراً وقع في وسط بانكوك ناجم عن دراجة نارية مفخخة». وتحدث مسعف أسترالي يعمل مع خدمة الإسعاف في بانكوك عن حفرة قطرها متران خلفها الانفجار، فيما تناثرت أشلاء وسط بقع دماء.