حذر أطباء من تأثير الاعتماد على مشروبات الطاقة والإكثار من القهوة والشاي، والتقليل من الراحة الذهنية والبدنية بالنوم أو الاسترخاء، مشيرين إلى أن مستخدميها لا يدركون الضرر الناتج من الكافيين الموجود في تلك المشروبات، التي قد تسبب الأرق والقلق واضطرابات النوم خلال الفترة اللاحقة، منوهين إلى أن دراسات طبية أبانت أن مشروبات الطاقة ليست لتنشيط الذهن، وإنما لتنشيط جسم منهك العضلات. وينبه الدكتور عبدالعزيز الحمود من تناول مشروبات الطاقة والإكثار من المنبهات، مشدداً على أن «مشروبات الطاقة تحوي فيتامينات كثيرة، لها دور كبير في التمثيل الغذائي وأخذها بدون غذاء، يسبب لمستخدمها مشكلات كبيرة، وقد تكون المشكلة أكبر على افتراض أن هذه الفيتامينات صناعية». موضحاً أنه بالإمكان «تناول القهوة والشاي بحدود وعدم الإكثار منهما في اليوم، مع الأكل الجيد والنوم الكافي». ويشير الطالب عبدالمحسن العجمي إلى أنه خلال فترة الامتحانات يكثر من «تناول القهوة والشاي كونهما يبقياني فترات طويلة مستيقظاً لمراجعة الدروس». ويضيف «قد لا تجدي نفعاً في التركيز على الدروس، وكما أعلم أنها قد ترهقني، ولكن أشعر بضرورتها في أيام الامتحانات». ويقول الطالب محمد الكايد: «خلال فترة الاختبارات، احتاج إلى كل ما يساعدني في التركيز في المذاكرة التي تسبب لنا ضغطاً كبيراً، فألجأ إلى احتساء العديد من أكواب الشاي والقهوة، ومشروبات الطاقة التي تحوي فيتامينات تعيد الحيوية لجسمي». واعتبر الاختصاصي الاجتماعي عبدالرحمن السهلي أن «هناك عوامل نفسية تجعل الطالب يلجأ إلى الإكثار من شرب الشاي والقهوة، أو مشروبات الطاقة، مثل البحث عن كل ما يساعده في بذل المجهود الكبير الذي يحتاجه للإلمام بدروسه قبل دخول الاختبار، ومحاولاً بذلك معالجة ما نتج من عدم تنظيم الوقت، والإهمال من بداية العام الدراسي». ويضيف «الكثير من الطلاب لديه اعتقاد خاطئ بأن المنبهات تزيد من درجة التركيز في المذاكرة»، مبيناً أنها «تزيد من التوتر وتشتت الذهن وتتسبب في اضطراب النوم»، لافتاً إلى أن «هناك غياباً لدور وسائل الإعلام في تثقيف الطلاب وتحذيرهم من مضار استعمال المنبهات». ويؤكد السهلي على أن المهم هو «تهيئة الأسرة الجو الملائم للطالب للمذاكرة في المنزل، ومساعدته في تنظيم وقته، وتقديم الغذاء المناسب له، وحثه على أداء صلواته والاكثار من الدعاء». أما الدكتور أكرم الحريري الاختصاصي في الفلسفة التربوية، فأرجع لجوء الطلاب للمنبهات خلال فترة الامتحانات إلى «العادة الاجتماعية السائدة»، مؤكداًَ أن لها «أثرا سيئاً، لأن جسم الطالب قد يعتاد عليها». ويضيف «إذا لم يكن الطالب يستخدم تلك المنبهات، إلا في هذه الفترة، فقد تؤثر عليه تأثيراً أكبر في المستقبل، وهنا يكمن الخلل». ويضيف «نحتاج إلى توعية أسرية مستمرة وتوعية صحية وثقافة تربوية لمعالجة مثل تلك الأخطاء».