ميونيخ، كابول، قندهار، لندن – رويترز، أ ف ب، يو بي آي - دعا الرئيس الافغاني حميد كارزاي قوات التحالف الدولي الى وقف الغارات العسكرية على القرى الافغانية والتوقف التام عن إيقاع ضحايا في صفوف المدنيين. وقال كرزاي في مؤتمر ميونيخ الأمني السنوي: «نعتقد ان الحرب على الارهاب ليست في القرى والمنازل الافغانية. نعتقد ان هذه الحرب على الارهاب يجب ان تكون في الملاذات واماكن التدريب وعلى العوامل المحفزة والموارد المالية خارج الحدود الافغانية. ومن ثم فإن إنهاء العمليات في القرى الافغانية هو ما يسعى إليه الشعب الأفغاني كأولوية، انهاء الغارات الليلية على منازل الأفغان والتوقف عن اعتقالهم من بيوتهم.» من جهة اخرى، قال المبعوث الأميركي الخاص الى افغانستان وباكستان ريتشارد هولبروك امس، إن الولاياتالمتحدة لا تجري محادثات مباشرة مع متمردي «طالبان». وقال هولبروك في خطابه أمام مؤتمر ميونيخ للأمن: «دولتنا لا تجري أي محادثات مباشرة مع طالبان»، مشيراً الى أن «أي محادثات من هذا النوع يجب أن تتزامن مع نجاح عسكري». في الوقت ذاته، أعلن قائد القوات الدولية في أفغانستان الجنرال ستانلي ماكريستال ان العملية العسكرية الواسعة التي يجرى التحضير لها حالياً في هلمند جنوبافغانستان، تهدف الى التأكيد للمتمردين بأن حكومة كابول «تبسط سيطرتها» على البلاد. ويحضر الآلاف من الجنود الأفغان وجنود حلف شمال الأطلسي لتنفيذ عملية واسعة في هلمند حيث معقل التمرد الذي انطلق منذ اكثر من ثماني سنوات. وقال الجنرال الأميركي خلال مؤتمر صحافي: «ستبعث هذه العملية رسالة قوية مفادها ان الحكومة الأفغانية تبسط سيطرتها أمنياً» في البلاد. وقال الجنرال انه «ليس أمام السكان الذين يعيشون تحت سلطة طالبان ومع وجود مهربي المخدرات اي خيارات». وأضاف: «نحاول ان نقول لهم انه عندما ستفرض الحكومة الأمن سيكون أمامهم خيار». وتابع: «سيمكنهم اختيار ما يريدون زراعته وبيع المنتجات في الأسواق ولن يضطروا الى التعامل فقط مع مهربي المخدرات الذين يرغمونهم على زراعة الأفيون». وأكد الجنرال الأميركي أيضاً انه في إطار برنامج المصالحة الذي اقترحه الرئيس حميد كارزاي مع اعتماد سياسة اليد الممدودة الى المتمردين التائبين، فإن العملية التي يتم التحضير لها لن تكون عسكرية فقط. وقال ماكريستال: «نحاول ألّا نجعل هذه العملية عملية عسكرية فقط بل مدنية وعسكرية معاً لأن ما سيتغير ليس المستوى الأمني بل أيضاً حسن الإدارة». وأضاف: «بالتالي فإن مدنيين حضروا لهذه العملية بدعم من الجيش وهي بالتأكيد عملية تقودها افغانستان». من جهة أخرى، أعلنت الشرطة الأفغانية ان اربعة شرطيين قتلوا وأصيب مدنيان في انفجار قنبلة لدى مرور سيارتهم في قندهار كبرى مدن جنوبأفغانستان أمس. وقال العقيد في الشرطة عبد الأحمد ان «قنبلة شديدة القوة» وضعت تحت جسر انفجرت لدى مرور سيارة الشرطة، موضحاً ان «اربعة شرطيين قتلوا». وأضاف ان القنبلة فجرت بواسطة جهاز تحكم من بعد، وهو أسلوب يحمل بصمات «طالبان». على صعيد آخر، اتهم ضابط بريطاني بارز حركة «طالبان» باستخدام أطفال دون سن الثانية عشرة لزرع عبوات ناسفة فتاكة على جوانب الطرق بالقرب من قواعد القوات البريطانية في جنوبافغانستان. ونسبت صحيفة «ذي صاندي إكسبرس» إلى المقدم جيدج لوين (41 سنة) قوله: «هذه الممارسات تعرّض الأطفال لأخطار قد تفقدهم حياتهم، وواجهنا في الأيام القليلة الماضية خمس حالات تعرض فيها أطفال لفقدان أيديهم أو أصابعهم جراء انفجار العبوات الناسفة وهم يحاولون زرعها على جوانب الطرق». وأضاف المقدم لوين: «يمكن الأطفال التقاط المتفجرات الصغيرة عندما يلعبون أو التعامل مع الصواعق حين يُجبرون من قبل حركة طالبان على زرع العبوات الناسفة الشديدة الانفجار، وفي إطار ممارسة مقززة وجبانة كونها تجعل هؤلاء الأطفال يعانون من آثارها المدمرة». وأوردت الصحيفة أن القائد السابق للقوات البريطانية في أفغانستان العقيد ريتشارد كيمب أكد أيضاً أن الحركة «استخدمت ولفترة طويلة المدنيين رجالاً ونساءً كدروع بشرية لإبعاد النيران المعادية عن مواقعها، ولجوئها أخيراً لاستخدام الأطفال الصغار هو امتداد محزن لهذه الممارسة وتعبير عن مدى يأسها لأن هذه الممارسات لا يمكن استخدامها لأجل غير مسمى».