أعلام ملونة، وحقائب قماش صغيرة جمع فيها الزائرون القادمون من مدن العراق المختلفة بعض الملابس هو كل ما سمحت به قيادة عمليات بغداد والقوات الأمنية المنتشرة على طول الطرق المؤدية الى مدينة كربلاء للزائرين خلال مناسبة الزيارة الأربعينية. لكن تلك الاحتياطات الأمنية الكبيرة التي وضعتها الأجهزة الأمنية لم تمنع وقوع الهجمات الانتحارية لاسيما في اليومين التي سبقت الزيارة الأربعينية، ثم الهجوم الأخير الذي وقع في منطقة العطيشي على مسافة 16 كيلومتراً من المدخل الرئيس للمدينة ومن ثم هجمات وسط المدينة خلفت بمجملها عشرات القتلى والجرحى. ويؤكد ابو اسعد (36 سنة) الذي عاد الى مدينة الحرية في بغداد بعد الزيارة أن «اجهزة الشرطة والجيش انتشرت في شكل مكثف على طول الطريق المؤدية الى مدينة كربلاء، فضلاً عن الانتشار المكثف للآليات عند مواكب الاستراحة». ويضيف «لم يشعر الزوار بالخوف على رغم الهجمات التي وقعت في اليومين السابقين للأربعينية بسبب ذلك الانتشار الواسع، وعندما وصلنا الى المدخل الرئيس للمدينة عند منطقة الحسينية خضعنا لتفتيش دقيق بأجهزة الكشف عن المتفجرات تبعتها ثلاثة مراحل تفتيش لاحقة بالأجهزة ذاتها». وطبقاً لشهادات زوار آخرين دخلوا المدينة من منافذ مختلفة، لا يخرج زائر كربلاء من مدينته دون ان يمر بعشرات من نقاط التفتيش التي تبدأ من لحظة خروجه حتى المداخل الرئيسة لكربلاء وغالباً ما تبعد تلك المداخل مسافة عشرة كيلومترات عن مركز المدينة. اما «مواكب الأربعينية» التي انتشرت على جانبي الطريق الرابط بين بغداد وكربلاء الذي يمتد لمسافة 110 كلم وهو المنفذ الرئيس للزوار القادمين من شمال وشمال شرقي بغداد الى كربلاء فكانت تمثل محطات استراحة موقتة للزوار. ومثلها انتشرت مواكب من مدينة البصرة في اقصى الجنوب الى كربلاء حيث يدخل الزوار عبر منفذين رئيسين الأول عبر مدينة بابل الى قضاء طويريج (20 كلم) جنوب كربلاء وهو المكان الذي وقع فيه التفجير الانتحاري قرب المعهد الفني اي قبل 13 كلم من مركز مدينة كربلاء وقبل ثلاثة كيلومترات من احد مداخلها الرئيسة. والثاني من مدينة النجف الى كربلاء الذي يتسم عن بقية مداخلها بأنه طريق صحراوي، يمتد مسافات طويلة قبل مدخل المدينة عند مقبرة وادي السلام. وعمليات التفتيش تبدو اكثر تشدداً عند المداخل الرئيسة اي قبل عشرة كيلومترات من مرقد الإمام الحسين حيث وقعت كل عمليات استهداف الزوار في اليومين الماضيين بمسافات تراوح بين 3و5 كيلومترات عن تلك المداخل. ولجأ بعض الزوار الى تغيير تحركاتهم والدخول في طرق فرعية، والولوج الى كربلاء عبر مجموعة من القرى المجاورة التي تتصل بمداخل المدينة متخلين عن الحماية التي وفرتها لهم القوات الأمنية طول الطريق خوفاً من التعرض للاستهداف. واعترف المسؤولون في كربلاء بصعوبة السيطرة على الزوار على رغم كل الاحتياطات الأمنية التي وضعوها. وقال المسؤول الأمني لمرقد الإمام الحسين فاضل عوز لوسائل الإعلام أمس ان السلطات نشرت كاميرات مراقبة حرارية يمكنها كشف الأجسام والمواد المتفجرة وتم تدريب كادر خاص من قبل القائمين على حماية المراقد المقدسة في كربلاء للعمل على تلك الكاميرات قبل الزيارة». وأضاف «لم نتوقع هذه الأعداد فهناك توافد كبير للزائرين الى المحافظة وبالتالي فأن عمليات التفتيش تكون صعبة جداً من دون أجهزة حديثة قادرة على كشف المتفجرات» مشيراً الى أن «الأعداد التي دخلت كربلاء خلال الزيارة الحالية فاقت تلك التي دخلتها في الزيارات السابقة». وذكرت حصيلة جديدة لتفجيرات الجمعة ارتفاع عدد القتلى الى نحو 41 وإصابة 144، وذكرت مصادر في وزارة الداخلية انها ناجمة عن انفجار سيارتين في المنطقة القريبة من سد الهندية، قرب كربلاء (110 كلم جنوب بغداد) بعدما أعلن محافظ كربلاء آمال الدين الهر ان التفجيرات ناجمة عن «سقوط قذيفة في قنطرة السلام على بعد 3 كلم عند المدخل الشرقي لكربلاء». ودانت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون في بيان الاعتداءات على الزوار الشيعة في العراق.