كابول، لندن، واشنطن - رويترز، يو بي أي - باشرت مروحيات تابعة للجيش البريطاني في افغانستان قصف محيط منطقة مرجه في ولاية هلمند الجنوبية، من اجل تهيئة ميدان القتال لأكبر عملية كبيرة تشنها قوات الحلف الأطلسي (ناتو) منذ اطاحة نظام حركة «طالبان» نهاية عام 2001. وسيكون الهجوم على مرجه، وهي واحة تضم قنوات مياه في الصحراء تخضع لسيطرة «طالبان»، في منطقة نادي علي، وتصفها القيادة العسكرية الأميركية بأنها آخر معقل كبير ل «طالبان» جنوب هلمند، أول عملية يشارك فيها جزء من ال30 الف جندي اضافي قرر الرئيس الأميركي باراك أوباما ارسالها الى أفغانستان هذه السنة. وكشف قائد القوات البريطانية في افغانستان اللواء نك كارتر أن 15 ألف جندي بريطاني وأميركي سيشاركون خلال الأيام المقبلة في العملية المشتركة بهدف تطهير أكثر من 10 آلاف مقاتل من «طالبان»، متوقعاً قتالاً مريراً مع المتمردين وسقوط مزيداً من الضحايا في صفوف القوات البريطانية التي تنشر حوالى 10 آلاف جندي في افغانستان معظمهم في هلمند قُتل منهم 253 جندياً منذ نهاية عام 2001. وشهدت مدينة لشكر جاه عاصمة ولاية هلمند، سقوط شخصين وجرح 26 آخرين على الأقل في اعتداء نفذ عبر تفجير قنبلة زرعت في دراجة نارية لدى مشاهدة حشد مسابقة عراك لكلاب في مدينة لشكر جاه عاصمة ولاية هلمند. وخلال افتتاح جلسة «مجلس الحلف الأطلسي» التي عقدت على هامش الاجتماع غير الرسمي لوزراء دفاع (الناتو) في اسطنبول، أعلن الأمين العام للحلف الأطلسي (الناتو) أندريس فوغ راسموسن أن كل دول الحلف يجب ان تتعامل بإحكام مع الموازنات الدفاعية، بعدما كلفت العمليات العسكرية الكثير في أفغانستان. وتبادل الوزراء الآراء حول العمليات في أفغانستان مع بقية شركائهم في القوات الأجنبية في افغانستان غير المنضمين للحلف الأطلسي. وأعلن وزير الدفاع الفرنسي هيرفي مورين ان بلاده سترسل 80 مدرباً عسكرياً اضافياً الى افغانستان خلال الربيع، في اطار تخصيصها امكانات اضافية «مع بروز المدرسة الجديدة للمدرعات والخيالة التي نتعاون مع الألمان في شأنها، على غرار مركز الدعم اللوجستي في افغانستان». وسيرفع ذلك الى 3800 عدد القوات التي تنشرها فرنسا في افغانستان. على صعيد آخر، كشف تقرير للجيش الأميركي أن تأجيل إغلاق قاعدة «كيتينغ» العسكرية التي «لا قيمة تكتيكة او استراتيجية لها» بإقليم نورستان أدى الى مقتل 8 جنود أميركيين في تشرين الأول (اكتوبر) الماضي، في احدى أسوأ المعارك خلال الحرب في أفغانستان. وأكد التقرير أن الجنود الضحايا قاتلوا «ببسالة وجرأة وشجاعة واضحة تحت النيران الكثيفة للعدو، على رغم أن قادة عسكريين كانوا خلصوا قبل شهور الى عدم جدوى التمسك بالقاعدة وقرروا إغلاقها في تموز (يوليو) او آب (اغسطس) الماضيين»، لكن الانسحاب أرجئ لشهور لأن العربات اللازمة لنقل المعدات استخدمت في أماكن أخرى. وأخليت القاعدة بعد ايام من المعركة التي اندلعت اثر مهاجمة 300 من «طالبان» القاعدة، وهي احد مواقع عدة اخلتها القوات الأميركية في النصف الثاني من العام الماضي، في إطار استراتيجية القائد الجديد الجنرال ستانلي ماكريستال بالانسحاب من المناطق النائية لحماية المناطق المأهولة. وفي الولاياتالمتحدة، شارك الرئيس باراك اوباما في صلاة اقيمت في مقر وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إي) في فرجينيا قرب واشنطن احياء لذكرى مقتل سبعة من عناصر الوكالة في هجوم انتحاري استهدف قاعدتهم في مدينة خوست شرق افغانستان في 30 كانون الأول (ديسمبر) الماضي. وأشارت صحيفة «واشنطن بوست» الى ان بين الضحايا الأميركيين في الهجوم الذي نفذه انتحاري اردني يدعى همام خليل البلوي، خبيرة عالية المستوى في شؤون تنظيم «القاعدة» تبلغ ال 45 من العمر، وهي ام لثلاثة اولاد امضت عشرة اعوام في مركز مكافحة الإرهاب في وكالة الاستخبارات وسبق ان زارت افغانستان مرات. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين اميركيين ان ستة اشخاص آخرين على الأقل اصيبوا في الهجوم الانتحاري، بينهم المسؤول الثاني في «سي آي إي» في افغانستان.