تفشى الخوف وثارت موجة غضب في محافظة الخرمة «230 كيلو متراً شرق الطائف»، حيث تتجه المحافظة التي تبعد عن طريق المواصلات الرئيسة الذي يربط العاصمة الرياض بمحافظة الطائف 80 كيلو متراً، لاستقبال شكاوى المواطنين ضد وزارة الصحة على خلفية إطلاقها اسم محافظتهم التي يمر بها طريق المواصلات المتجه إلى المنطقة الجنوبية، على مرض، أخيراً. وانعكست تبعات التسمية سلباً على قاطني المحافظة المشهورة بكثرة أشجار النخيل، وعمل سكانها في الزراعة والرعي والتجارة. إذ لحقت بهم خسائر مادية جمّة، وتبعات نفسية سيئة، وسلسلة أضرار جسيمة. ضربت اقتصاد محافظتهم، إثر ركود شابَ نشاطاتهم التجارية، بسبب العزوف عن شراء بضائعهم، من المواشي والتمور والمنتجات الزراعية الأخرى، نتيجة مخاوف تفشت في أوساط مجتمعية متعلقة ب «الفايروس» الذي أطلقت عليه «الصحة» اسم «المحافظة». وداخل سوق أغنام الخرمة، التي تعتبر قصب اقتصاد المحافظة، جالت «الحياة» صباح أمس، حيث تتبعت «تراجيديات» الاسم الذي غيّر ملامح أسواق المحافظة، التي بدت خالية، إلا من قلّة من الباعة، وكذا كانت حال أسواق التمور التي اشتهرت برواج بضاعتها وكثرة روّادها منذ مئات السنين، إلا أن دبيب تلك الخطى القادمة من شتى قرى ومحافظات المنطقة صوب تلك «الكرنفالات» التجارية في «الخرمة» توقف، أخيراً. ولم يخف تاجر الإبل شارع مناحي السبيعي ما تركته تلك «التسمية» من خوف ورعب في نفوس أهالي الخرمة وتجارها. وقال ل «الحياة»: «نحن متأكدون من عدم ظهور مرض حقيقي في محافظتنا، ولن نسكت عن خطأ وزارة الصحة بحقنا. إذ إن المرض الحيواني الذي ألصق بنا، أسهم في تخوف الكثيرين وترددهم قبل شراء مواشينا، على رغم أنها سليمة، ولا تختلف عن أي من المواشي الموجودة في أسواق المواشي السعودية». وفي زاوية أخرى من أسواق الخرمة، أكد البائع إمام محمد سليمان (سوداني) أن «التسمية» أحدثت رعباً وولّدت هلعاً وانعكست على المحافظة سلباً، ما أجبر كثيراً من التجار على الانتقال بتجارتهم صوب أسواق أخرى، في مقدمها تلك الموجودة في محافظة الطائف. وعلى خط مواز، شدد عدد من المتاجرين في أسواق الخرمة على أن تسمية المرض باسم المحافظة تسببت في عزوفهم عن المتاجرة في أسواقها، التي هجرت إلا القليل منها. وقال تاجر المواشي محمد العتيبي ل«الحياة»: «لم توضح الصحة سبب تسميتها المرض باسم محافظة الخرمة ما ولّد نوعاً من القلق والخوف تفشي في أوساط التجار وتعلق باحتمالية تأثر أسواق البيع والشراء في المحافظة من تلك التسمية، وهو ما كان فعلاً، ما أجبرنا على الخروج بأقل قدر من الخسائر من تلك السوق التي كانت رائجة في السابق». ولفت تاجر التمور سلطان الروقي إلى تأثر سوق تمور الخرمة التي تعد دعامة قوية لاقتصاد المنطقة بتبعات تلك «التسمية»، ما أفقد التجار شهية المتاجرة في تلك الأسواق، التي بات الزج برؤوس الأموال داخلها في الوقت الحالي «مغامرة غير محسوبة».