أفادت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية أن معهد «بيكر» في جامعة رايس في ولاية تكساس الأميركية رعى في العامين الأخيرين مفاوضات أجرتها طواقم إسرائيلية وفلسطينية غير رسمية في شأن ملامح حل الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي أثمرت بلورتها تقريراً صدر الثلثاء الماضي تضمن اقتراحات حلول للنزاع، خصوصاً في قضية الحدود. وبحسب الصحيفة، فإن المعهد دعا مسؤولين سابقين، مدنيين وعسكريين، من الطرفين وأكاديميين وخبراء من منظمات مختلفة وجهات من القطاع الخاص، إلى «ورشة عمل» في المعهد. ونقلت عن مصادر أميركية أن بين المشاركين المحامي غلعاد شير، مدير مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية سابقاً ايهود باراك (وزير الدفاع الحالي) الذي ترأس في تلك الفترة طاقم المفاوضات الإسرائيلي مع الفلسطينيين. وبين المشاركين الفلسطينيين كان وزير الإسكان السابق أحد قياديي حركة «فتح» سميح العبد. وتابعت أن مدير معهد «بيكر» الديبلوماسي الأميركي ادوارد دجرجيان أشرف على «ورشة العمل». وأشارت الصحيفة إلى أن الهدف الذي تم تحديده مع بدء العمل قضى أولاً بحل المسألة الجغرافية (الأراضي)، ثم الانتقال إلى القضايا الجوهرية: القدس واللاجئين والترتيبات الأمنية وذلك من منطلق أنه في حال التفاهم على هذه النقاط، سيتم التوصل إلى تفاهمات على المسائل الأخرى المختلف عليها وفي مفاوضات مباشرة. وتابعت أنه رغم أن المكانة النهائية لمدينة القدس لم يتم بحثها، إلا أن الطواقم المشاركة تناولت مصير المستوطنات والأحياء الاستيطانية في محيط القدس، وأنه تم تحديد «البؤر الإشكالية» الرئيسة التي قد تعرقل التوصل إلى اتفاق سلام. وبحسب الصحيفة، فإنه تم التوصل إلى عدد من «المبادئ الموجِّهة» منها: - أن تكون المستوطنات التي سيتم ضمها إلى إسرائيل قريبة من حدود عام 1967 قدر الإمكان، على أن يتم الحفاظ على التواصل الجغرافي لدى الطرفين، وأن تؤخذ في الحسبان حاجات الفلسطينيين البيئية. وجاء أيضاً أن «التطلع هو لعدم إخلاء مستوطنات كبيرة، لكن أيضاً ضم اصغر مساحة ممكنة من الأراضي (الفلسطينية المحتلة المقامة عليها المستوطنات) إلى إسرائيل». - اتفق الطرفان على ضرورة وجود المعابر الآمنة – للفلسطينيين، طبقاً لتغير الأوضاع السياسية الداخلية الفلسطينية بين الضفة الغربية وقطاع غزة، وللإسرائيليين على طريق غور الأردن وطريق «443» التي توصل تل أبيب بالقدس عبر أراض فلسطينية مصادرة. - أصر الطرف الإسرائيلي على عدم اعتبار الأحياء والمدن الاستيطانية في محيط القدسالمحتلة مستوطنات، ما يعني أن عدد المستوطنين الذين سيتم تناول مصيرهم هو 280 ألف مستوطن فقط. أما المفاوضون الفلسطينيون فأصروا على شمل عدد المستوطنين في القدس، فيكون العدد الإجمالي للمستوطنين في أراضي الضفة الغربيةوالقدس المحتلتين 485 ألفاً. ولم يتوصل الطرفان إلى اتفاق على مصير عدد كبير من المستوطنات. وتابعت «معاريف» أن أكثر ما يبرز في التفاهمات التي تم التوصل إليها وصيغت على شكل ثلاثة حلول وسط طرحها دجرجيان هو «محو مستوطنة أريئل (قرب نابلس) عن وجه الأرض». وأضافت أن الجانب الإسرائيلي اقترح إخلاء المدينة وإعادة بنائها على مقربة من «الخط الأخضر»، في مقابل حصول إسرائيل على مساحة 28 كيلومتراً مربعاً قرب رام الله تشرف على مطار اللد الإسرائيلي الدولي. واقترح الإسرائيليون ضم هذه المساحة إلى إسرائيل وأن تنقل إليها مستوطنة «أريئل» ومستوطنتي «بيت اريه» و «افرايم». من جهتهم رد الفلسطينيون باقتراح نقل المطار وإقامة «أريئل» على أرضه. وخلصت المفاوضات إلى إعداد خمس خرائط ممكنة: الأولى التي اقترحها الجانب الإسرائيلي قدمت حلاً شمل تبادل 7 في المئة من الأراضي الفلسطينية المحتلة على أساس 1:1 وبحسب الاقتراح، فإن الجدار الفاصل الذي أقامته إسرائيل قبل سنوات سيكون عملياً الحدود بين إسرائيل وفلسطين. والثانية قدمها الفلسطينيون تضمن تبادل أراض بنسبة أقل من 2 في المئة على أساس 1:1 وعكست الخريطتان مواقف مشابهة لتلك التي استعرضها رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق ايهود اولمرت ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (أبو مازن). وأوصى معهد بيكر الإدارة الأميركية بدرس ثلاثة خيارات أخرى: الأول تبادل 4 في المئة من أراضي الضفة (251 كيلومتراً مربعاً) يتم في إطاره إجلاء 115 ألف مستوطن، والثاني تبادل بنسبة 3.4 في المئة (212 كيلومتراً مربعاً) وأجلاء أكثر من 120 الف مستوطن، والثالث تبادل بنسبة 4.4 في المئة.