استضافت سلطنة عُمان أخيراً مؤتمراً دولياً حول الاتصالات اللاسلكية باستخدام موجات الراديو، وقضايا الصحة والبيئة. وتضمّن المؤتمر محاضرات لإختصاصيين من «منظمة الصحة العالمية» و «الهيئة الدولية للوقاية من الإشعاع غير المُكهرب» (تابعة للأمم المتحدة) و «الاتحاد الدولي للاتصالات» وهيئات أخرى معنية بقضايا الاتصالات والبيئة. وخرج المؤتمر بتوصيات شدّدت على توعية المجتمع بأهمية الاتصالات، ولفتت الى ضرورة مراعاة الجانب الصحي والبيئي في ما يتعلق بأبراج الشبكات الخليوية في الإرسال والتقوية. وحظي المؤتمر بمشاركة واسعة من منظمات وهيئات دولية وإقليمية متخصّصة في البيئة والصحة والاتصالات، مثل «الرابطة العالمية لمشغلي الهاتف النقّال». وقال منظمو المؤتمر انهم تداولوا دراسات من الهيئات المُشاركة، عن العلاقة بين الاتصالات اللاسلكية وشبكاتها من جهة، والصحة والبيئة من جهة ثانية. وبيّنوا انهم سعوا لإيضاح الضوابط والمعايير الدولية للإشعاعات الكهرومغناطيسية التي تنبعث من محطات الإرسال لشبكات الخليوي، وكذلك الحال بالنسبة الى الموجات التي تصدر عن أجهزة الاتصالات الخليوية. وركّزوا أيضاً على مناقشة اللوائح المعمول بها عالمياً، والتجارب المتراكمة في هذه القضايا. وأوضح الرئيس التنفيذي في شركة الاتصالات العُمانية «عُمانتل» أن المؤتمر اهتم بأن يوضح للرأي العام التأثيرات البيئية والصحية لأبراج الاتصالات، ما أدى إلى عدم السماح لمقدمي خدمات الاتصالات بتركيب بعض الهوائيات، وأثّر في خططها في التوسع وتحسين خدماتها. وأضاف أن الدراسات أظهرت بوضوح أن نسبة الإشعاعات الصادرة عن هذه المحطات لا تشكل خطراً على صحة الإنسان والبيئة، إلا أن هذه النتائج لم يجر نشرها على نطاق واسع، ما أدى الى بقاء بعض الحذر حيال هذا الأمر. وأتاح المؤتمر فرصة للدول المشاركة لتبادل خبراتها حول المخاوف الاجتماعية من الإشعاعات وسبل التغلب عليها. واعتبر بعض المشاركين أن تنظيم عُمان للندوة يمثّل مبادرة فريدة من نوعها، وأنها تستجيب معطيات في التوسّع العمراني الذي يتطلب وسائل تتيح سريان الاتصالات اللاسلكية. وناقش المؤتمر مجموعة من أوراق العمل، من بينها بحث عن نشاطات المنظمات الدولية والاتصالات والصحة والبيئة، مشيراً الى الدراسات التي أنجزتها تلك المنظمات في هذا الخصوص. وناقش بحث آخر آثار الحقول الكهرومغناطيسية من الناحية البيولوجية. وقدمت فان ديفتنر رئيسة «فريق بحوث الإشعاعات» في «منظمة الصحة العالمية» ورقة عمل عنوانها: «لماذا يتخوف الناس من الإشعاعات الكهرومغناطيسية؟»، وعرض البروفسور مايكل ريباشول الرئيس الفخري للجنة الدولية المعنية بالحماية من الإشعاع، ورقة عمل حول تفاعل حقول التردّدات اللاسلكية مع الجسم البشري. وقدّم برنارد فيرت، كبير علماء الإشعاع في «اللجنة الفرنسية للإشعاع»، ورقة عمل حول نتائج البحوث في شأن آثار الترددات اللاسلكية على الحيوانات والخلايا. وفي ورقة علمية أثارت جدلاً عميقاً، استعرض البروفوسور ليوس فيرشافي، عضو «اللجنة الدولية المعنية بالحماية من الإشعاع» و «جمعية البيئة في بلجيكا» البحوث حول الإشعاعات الناجمة عن الترددات اللاسلكية وآثارها على الجينات. وكذلك قدّم الدكتور كينث جي مكلود استاذ ورئيس الهندسة الحيوية في جامعة بنغهامتون في الولاياتالمتحدة، ورقة عمل حول المسارات الكهربائية في الأنسجة البيولوجية. وأخيراً، ناقشت دراسات في هذا المؤتمر عينه، العلاقة بين استخدام الهاتف المحمول وخطر الإصابة بالسرطان، وخصوصاً أورام الدماغ.