رجّحت محامية مراسل صحيفة «واشنطن بوست» جيسون رضائيان الذي اختُتمت محاكمته في طهران أمس، لاتهامه بالتجسس، صدور حكم في حقه خلال أسبوع. واعتُقل رضائيان مع زوجته يغانة صالحي التي كانت تراسل صحيفة إماراتية، في منزلهما في طهران في 22 تموز (يوليو) 2014. كما أوقفت مصورتان صحافيتان، أُطلقتا مع صالحي بكفالة، علماً أن الأخيرة لم تمارس عملها منذ ذلك الوقت، وهي ممنوعة من الحديث عن القضية. وتنظر في قضية رضائيان منذ أيار (مايو) الماضي، محكمة ثورية تُعنى عادة بقضايا سياسية أو مرتبطة بالأمن القومي، علماً انه مُتهم ب»التجسس» و«جمع معلومات سرية» و»التعاون مع حكومات معادية» و«نشر دعاية ضد الجمهورية الإسلامية» الإيرانية، وكتابة رسالة إلى الرئيس الأميركي باراك أوباما والقيام بأعمال تضرّ بالأمن القومي لطهران. لكن المراسل ينفي الاتهامات في شكل قاطع. وُلِد رضائيان (39 سنة) في كاليفورنيا ويحمل الجنسيتين الإيرانية والأميركية، علماً أن طهران لا تعترف بالجنسية المزدوجة. وقال شقيقه علي في آذار (مارس) الماضي، إن أخاه فقد 18 كيلوغراماً من وزنه في السجن. وقالت المحامية ليلى إحسان إنها قدمت خلال الجلسة امس دفاعاً خطياً من 20 صفحة، ومرافعة شفوية ختامية، مضيفة أن رضائيان دافع عن نفسه أيضاً. وأضافت أن الجلسة هي الأخيرة، إلا في حال تقديم طلب استئناف بعد صدور الحكم. ورجّحت «صدور الحكم في غضون أسبوع»، مضيفة: «أتوقع تبرئة موكلي لأنه بريء تماماً». وذكرت إحسان أن إعلان الحكم في قضية رضائيان، سيليه محاكمة زوجته ومصوّرة صحافية. والدة رضائيان التي حضرت الجلسة الختامية أمس، اعتبرت أن قضية ابنها «لا تتعلق بما فعل جيسون، بل أنها ملف سياسي» يتعلق ب»المشكلات السياسية بين الولاياتالمتحدة وإيران». وأضافت: «يحمل جيسون الجنسيتين، ويدفع ثمن الشك والعداء والارتياب بين البلدين». وأشارت إلى انه «متعب جداً، ومعزول جداً». وانتقد مارتن بارون، رئيس التحرير التنفيذي في «واشنطن بوست»، ظروف اعتقال رضائيان، معتبراً محاكمته «مهزلة» انتهكت كل معايير النزاهة في تطبيق العدالة. ورأى أن جلسات الاستماع السرية الأربع التي جرت خلال عشرة أسابيع، هي بمثابة «محاكمة صورية»، لافتاً إلى أن ما سيحدث لاحقاً ليس واضحاً، حتى لمحامية رضائيان. وأضاف: «الأمر الوحيد الواضح هو براءة جيسون. تعرّض لمعاناة جسدية ونفسية، ولا عذر يمكن أن يبرر ذلك». في غضون ذلك، تصاعدت المواجهة بين رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني وخصومه الأصوليين، بعدما انتقدهم قائلاً: «كان لبعضهم قبل الثورة حياته الخاصة في قراهم، ولم يهتم بالسياسة والثورة والإمام (الخميني). بات هؤلاء الآن فجأة أكثر ثورية من الثوار». وطالب النائب الأصولي روح الله حسينيان رفسنجاني باعتذار عن تصريحاته، مذكّراً بأنه كان قروياً. النائب محمد رضا أميري اعتبر أن «تصريحات رفسنجاني ليست في مصلحة الثورة، وعليه تغيير سلوكه». أما النائب الأصولي حميد رضا ترقي فاتهم الرئيس السابق بشتم القرويين، مرجّحاً أن يردوا على تصريحاته. وشنّ الأصوليون حملة على الإنترنت بعنوان «أنا قروي»، تدين رفسنجاني. وحض النائب المحافظ جواد كريمي قدوسي رفسنجاني على الامتناع عن التدخل في السياسة، مذكراً بأن الأخير وعائلته «كانا في صلب فتنة 2009»، في إشارة إلى الاحتجاجات التي تلت انتخابات الرئاسة.