تشارك السعودية للمرة الثامنة على التوالي بأكبر جناح عربي ودولي في معرض القاهرة الدولي للكتاب، ثاني أهم المعارض العالمية للكتاب، في دورته الثانية والأربعين، التي تضم «31» دولة عربية وأجنبية إلى جانب الدولة المضيفة. وضمت المشاركة السعودية في هذه الدورة من المعرض 65 جهة حكومية وخاصة، بزيادة قدرها 10 جهات عن مشاركة الدورة الماضية، تمتد على مساحة 4000 متر مربع، كذلك زاد عدد العناوين المشاركة ليصل إلى خمسة وعشرين ألف عنوان. وحول البرنامج الثقافي الذي ينظمه الجناح السعودي على هامش المعرض، قال الملحق الثقافي في السفارة السعودية بالقاهرة محمد العقيل إن البرنامج كان حافلاً، وتضمن 10 محاضرات اختيرت مواضيعها، «بما يواكب الاهتمامات العالمية اليوم، وبما يضيء للمتلقين جوانب عدة من المملكة، جغرافياً وتاريخياً وثقافياً وعلمياً وأدبياً، كذلك تسليط الضوء على العلاقات السعودية المصرية في شتى جوانبها، إضافة إلى تنظيم خمس أمسيات شعرية متنوعة في اتجاهاتها الفنية والأدبية، وعدد من المعارض التشكيلية والمعمارية، والعلمية المتخصصة». وكان الدكتور سحمي الهاجري قدّم محاضرة بعنوان «المشهد الروائي المعاصر في المملكة العربية السعودية»، تناول فيها تاريخ المملكة الروائي، والمراحل التي مر بها والطفرة غير المسبوقة في الإصدارات الروائية بواقع 6 روايات شهرياً، مستعرضاً المشكلات التي تواجه الرواية والباحث السعودي، والتي تتمثل في قلة الحقائق عن موضوع الرواية المحددة، وكثرة المعلومات التي بلغت حد الإغراق لدرجة تسميته «تسونامي الرواية السعودية». وركز الهاجري على تقديم عدد من الأمثلة التفصيلية عن هذا المشهد، وارتكز على جانبين: الأول الدخول إلى عمق المشهد الروائي المعاصر في المملكة، والثاني مصادر الرواية السعودية لقضاياها وإشكالها داخل الخطوط العامة. وضمن البرنامج الثقافي أقام الجناح السعودي، بمشاركة إدارة رياض الأطفال في جدة، ندوة بعنوان «أنت قدوتي» تناولت خلالها مدير إدارة رياض الأطفال في جدة الدكتورة سوزان حمادي الجانب الطفولي في التربية، وقد تخللتها لمسات حانية في السيرة النبوية المتمثلة في الأحاديث النبوية الشريفة، وذلك من خلال شرائح عرض فنية. واعتبرت حمادي أن هذه العروض المرئية المسموعة والمقروءة وبعض الصور، «تضم إرشادات لمن أراد التبحر في السيرة التربوية النبوية»، إذ أطلقت حمادي على هذا العرض الفني مسمى «إلى أبي وأمي مع التحية»، وأرجعت سبب تركيزها على ظهور الأب في جميع شرائح العرض إلى تحول صورة الأب في العالم العربي – والخليجي خصوصاً – إلى ممول ومصرف، على رغم حاجة الطفل الملحة إلى اللمسة الأبوية الحانية. وأوضحت أن دور الجدة «يُحارب حالياً من جانب بعض الآباء والأمهات الذين يجهلون دورها كجسر ثقافي، تنتقل خلاله ثقافة الماضي إلى المستقبل». وفي سياق الندوة أشارت حمادي إلى أن المملكة عنيت بالطفل اليتيم، وانتهجت له منهجاً خاصاً جديداً وهو إرضاع الطفل، بحيث يكون هناك حالة نسب بين الطفل اليتيم، من غير الأبوين، وأهله الذين قاموا بإرضاعه. ومن المؤسسات الثقافية المشاركة دارة الملك عبدالعزيز، التي شاركت بمطبوعات مميزة وعناوين متفردة عن تاريخ المملكة وآثار الجزيرة العربية، والبحوث والدراسات المطبوعة عن مسيرة الملك عبدالعزيز، وعن المملكة وأعلامها قديماً وحديثاً، إضافة إلى عدد من الدوريات المتخصصة.