قُتل أكثر من 23 عراقياً وأصيب 150 في هجوم انتحاري بسيارة مفخخة استهدف زواراً شيعة في منطقة طويريج، وهو الثالث من نوعه في غضون أيام يتعرض خلاله زوار في طريقهم الى كربلاء (110 كلم جنوب بغداد) للمشاركة في إحياء ذكرى اربعين الإمام الحسين التي تبلغ ذروتها الجمعة. وذكر مصدر أمني طلب عدم الكشف عن اسمه ان «حصيلة التفجير الذي استهدف الزوار في طويريج (10 كلم شرق كربلاء) بلغت 23 قتيلاً 147 جريحاً، بينهم نساء واطفال». وأكد المصدر ان «انتحارياً يقود حافلة ركاب صغيرة من طراز كيا فجر نفسه وسط جموع الزوار في طويريج». وقال محافظ كربلاء آمال الدين الهر ان «التفجير بواسطة سيارة تويوتا كراون نفذه انتحاري تحتضنه مجموعات تابعة لحزب البعث وفق معلومات استخباراتية ودخل من طريق البساتين بحجة توزيع فواكه على الزائرين». وأضاف: «كنا على علم باجتماع افراد من هذه الخلايا البعثية على رغم ان قواتنا الامنية قامت بعمليات استباقية منذ عاشوراء اسفرت عن القبض على اربعين مطلوبا». وبدأت المواكب الشيعية، التي تضم عشرات الآلاف، بالتوجه سيراً الى كربلاء للمشاركة في احياء اربعينية الإمام الحسين. وفرضت السلطات العراقية اجراءات أمنية مشددة حيث قطعت معظم الطرق التي يسلكها الزوار مشياً، فيما انتشرت دوريات وجنود على امتداد هذه الطرق. ونشر نحو 30 الفاً من قوات الامن في كربلاء بينهم 2500 امرأة كلفن بتفتيش الزائرات. ويتكرر استهداف متشددين سنًة مثل تنظيم «القاعدة» للتجمعات الشيعية بمهاجمين انتحاريين وعبوات ناسفة وقنابل والرصاص في محاولة يائسة لاستئناف الصراع الطائفي الدموي الذي كاد يمزق العراق في 2006- 2007. وشكا الزوار في كربلاء بمرارة من أن الحكومة فشلت في حمايتهم. وقال عبد الامير حسن (41 عاماً) وهو مدرس للمرحلة الثانوية قضى أسبوعاً في السير الى كربلاء «أشعر بالاسف لرؤية الساسة العراقيين لا يألون جهداً للاعداد للانتخابات المقبلة بينما في الوقت نفسه تمزق القنابل أجساد الابرياء ارباً». وأضاف: «الهجمات الارهابية الاخيرة التي تستهدف الزوار في أنحاء البلاد تثبت ارتباك وعدم قدرة قوات الامن على التعامل مع موقف حساس مثل الاربعينية». وقال جاسم محمد وهو موظف حكومي: «حين تركت منزلي قبل أربعة ايام لم أتوقف عن التفكير قط في أنني سأقتل. فقدت أخي في عاشوراء الماضية ودائما أقول انني قد أكون التالي». وأضاف: «لن نرضخ للارهابيين ابداً. اليوم جئت الى كربلاء لممارسة شعائري وسأصوت قريبا بالاصرار نفسه». يذكر ان تفجير أمس هو الثالث الذي يتعرض له الزوار خلال أيام. فقد انفجرت عبوة مثبتة في عربة عسكرية في كربلاء مساء الثلثاء أسفرت عن مقتل ثلاثة وإصابة 21. وكان نحو 50 شخصاً قتلوا واصيب 106 الاثنين بتفجير انتحاري نفذته امرأة في استراحة تتوقف عندها المواكب الحسينية في منطقة بوب الشام، الواقعة بين محافظتي بغداد وديالى (12 كلم شمال شرق) العاصمة. وقدرت مصادر توافد نحو مئات آلاف الزائرين الى كربلاء، من العراق والكويت وعمان والسعودية والبحرين والهند وباكستان والولايات المتحدة ودول أخرى.