كابول، واشنطن - أ ف ب - عزز مقاتلو حركة «طالبان - باكستان» الآتون من إقليم وادي سوات القبلي (شمال غربي) مواقعهم الجديدة في منطقة بونير التي استولوا عليها أول من أمس، بحجة تلبية طلب السكان تدخلهم لتطبيق الشريعة الإسلامية في المنطقة، وانتشروا على قمم الجبال وأقاموا حواجز على طرق توزعت بين سوات وبونير والعاصمة إسلام آباد، حيث دققوا في هويات العابرين، من دون افتعال مشاكل أمنية. ونفى مسلم خان، الناطق باسم «طالبان» في سوات، تقريراً عن منح الحركة إسلام آباد مهلة تنتهي اليوم لإنشاء دار للمحاكم الإسلامية في سوات، وتهديدها بالانسحاب من اتفاق السلام في حال عدم تلبية الحكومة هذا الطلب، علماً ان محللين عزوا استيلاء مسلحي سوات على بونير الى محاولتهم اجبار الحكومة على عدم التلكؤ في تطبيق الاتفاق في سوات. في المقابل، أرسلت السلطات حوالى مئة جندي الى بونير لمساعدة الشرطة في الحفاظ على الأمن، وسط تأكيد رئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني أن حكومته ستعاود النظر في اتفاق تطبيق الشريعة في سوات الذي وقعه الرئيس آصف علي زرداري في السابع من الشهر الجاري، إذا لم يستتب السلام في المنطقة. لكن بشير بيلور، نائب رئيس حكومة الإقليم الحدودي الشمال الغربي، أعلن ان محادثات تجرى بين الحكومة الإقليمية و «طالبان» في شأن وجود مسلحي الحركة في بونير وشانغلا. أما فضل الرحمن، رئيس «جمعية علماء الإسلام»، فقال في كلمة ألقاها أمام البرلمان: «إذا واصلت طالبان زحفها بوتيرته الحالية فستطرق أبواب إسلام آباد قريباً». في غضون ذلك، دعا وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس السلطات الباكستانية الى اتخاذ الإجراءات الضرورية لمواجهة خطر «طالبان». وصرح رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الأميرال مايكل مولن الذي زار إسلام آباد للمرة الثانية خلال ثلاثة أسابيع، بأن واشنطن تتفهم مخاوف باكستان من تهديد الهند لها «لكنها تعتبر خطر الإرهاب الإسلامي والجماعات المسلحة في مناطق القبائل اكبر حجماً». وكانت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون دعت أول من أمس الباكستانيين حول العالم الى معارضة سياسة حكومة بلادهم في الاتفاق مع «طالبان» في سوات «لأنه يهدد وجود بلادهم». في المقابل، انتقد المرشح السابق للانتخابات الرئاسية الأميركية السناتور الديموقراطي جون كيري الذي يرأس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ، افتقاد استراتيجية الرئيس باراك أوباما الخاصة بأفغانستانوباكستان «الرؤية الواضحة والفهم الصحيح» لواقع البلدين. وهو ما تطابق مع تصريحات لقادة عسكريين أميركيين ومن قوات الحلف الأطلسي (ناتو) اعترفوا بعدم إمكان تحقيق أي تقدم عسكري في أفغانستان في ظل الظروف الحالية، وتوقعوا أن تتصاعد عمليات «طالبان» خلال الأسابيع المقبلة. على صعيد آخر، قتل ضابط صف في الجيش الإيراني برصاص حرس الحدود الأفغان، بعد دخوله ولاية نمروز جنوب غربي أفغانستان أمس، في حادث نادر على طول الحدود بين البلدين والتي تمتد مسافة 900 كيلومتر. وأعلن قائد حرس الحدود في المنطقة الجنوبيةالغربيةلأفغانستان الجنرال سيف الله حكيم ان «النقيب منصور نوري، قائد المركز الحدودي الإيراني في جانبازان، عبر الحدود على متن دراجة نارية يرافقه حارسه»، مشيراً الى أن الجنود الأفغان في مركز غل محمد كرروا تحذير العسكريَين من تجاوز الحدود «لكنهما لم يصغيا فأطلقوا النار عليهما، ما أدى الى مقتل النقيب نوري واعتقال حارسه».