«كانت هناك كارثة تسببت في فقد أرواح عزيزة وغالية علينا جميعاً، كما فقدت الكثير من الممتلكات، وتضررت بعض المنازل، ونحن نجتمع اليوم لنضع الحلول المناسبة حتى لا يتكرر ما حدث مستقبلاً»، بهذه الكلمات افتتح أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل أمس ورشة العمل الخاصة بتطوير شرق جدة ووجه في مستهل أعمال الورشة التي تستمر ثلاثة أيام ممثلي الجهات الحكومية والخاصة المشاركين فيها بتقديم المقترحات، من أجل إعداد دراسة تضع الحلول لتطوير شرق جدة، حتى لا يتكرر ما حدث في كارثة السيول والأمطار الأخيرة، وفيما أشار إلى أهمية إقامة هذه الورشة للاستماع إلى جميع الآراء ودرسها للخروج بنتائج مهمة وموحدة لمصلحة محافظة جدة، خاطب أمير مكة حضور ورشة العمل الذين تقدمهم محافظ جدة الأمير مشعل بن ماجد، قائلاً: «إن هذا الاجتماع يأتي لما لهذه المدينة من محبة لدى الجميع، فهي بوابة الحرمين الشريفين وعروس البحر الأحمر، ويأتي إليها الناس من داخل المملكة وخارجها، فهي مدينة متفردة ومثالية ولها صفاتها المميزة». وزاد: «ليست هناك مشكلة من دون حل، ونحن نريد منكم جميعاً مقترحات لتطوير شرق جدة، ومن ثم تتم دراسة هذه المقترحات من قبلكم لوضع الحلول المناسبة ورفعها للمقام السامي». واستعرضت خلال الورشة أوراق عمل الجهات الحكومية المشاركة، التي توضح مقترحات كل من: «أمانة محافظة جدة والدفاع المدني والإدارة العامة للطرق والنقل في منطقة مكةالمكرمة، وهيئة المساحة الجيولوجية، والرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، وجامعة الملك عبدالعزيز، وشركة المياه الوطنية». وعلى خط مواز، بدأت أمانة محافظة جدة أمس تفريغ تجمعات المياه من البحيرات التي تكونت أمام السد الاحترازي، التي تصل كمية المياه داخلها إلى حوالي خمسة ملايين متر مكعب تمهيداً لبدء أعمال تفريغ مياه السيول التي تجمعت خلف السد الاحترازي في وادي العسلاء إلى البحر يوم السبت المقبل. وتستمر عملية تفريغ مياه السد لمدة شهرين بواقع 150 ألف متر مكعب يومياً، وشغلت «أمانة جدة» مضختين أمس، على أن يتم تشغيل سبع مضخات بدءاً من صباح اليوم (الأربعاء). وكلفت شركة وطنية ذات خبرة في مجال منظومة الضخ والسدود لإنشاء سد السامر بارتفاع 7 أمتار وطول 160 متراً وعرض 25 متراً، وتركيب 10 مضخات للمياه ثلاث منها احتياطية، لحجز كمية أكثر من مياه الأمطار خلفه. وأوضحت أمانة محافظة جدة أن المياه المتجمعة خلف السد الاحترازي كونت ما يشبه البحيرة، حيث بلغت كمية المياه في ذلك الوقت حوالي 20 مليون متر مكعب بارتفاع نحو 15 متراً فيما تقدر كميات المياه المتجمعة المتبقية بها حتى الآن حوالي 11 مليون متر مكعب بعد أن تم تفريغ ملايين عدة من الأمتار المكعبة بوسائل أخرى. وأشارت إلى أنه سيتم تفريغ أكثر من مليون متر مكعب أسبوعياً، ومن المتوقع الانتهاء من كامل المياه المحتجزة خلف السد الاحترازي خلال60 يوماً ليكون مؤهلاً وفارغاً وجاهزاً لحجز أي مياه سيول محتمل قدومها في أي وقت، مما يجنب حي السامر وبعض الأحياء الأخرى أية أضرار فيما لو لم يتم تفريغه مما خلفه من مياه السيل السابق. وأضافت أن المياه الجاري تفريغها لا تحتوي على أية كمية من مياه بحيرة الصرف الصحي والتي أوقف أخيراً الرمي فيها نهائياً. وتجري حالياً معالجة مياهها معالجة ثلاثية واستخدامها في ري مشاريع الأمانة. وأكدت عدم وجود تسريبات من سد السامر، لافتة إلى أن المياه التي تطفح في أحياء شرق الخط السريع جوفية، تعمل الأمانة على شفطها ورشها حتى لا تكون بؤراً لتوالد البعوض، موضحة أنه سيتم عمل تحليل للمياه الموجودة في البحيرات وكذلك عند سد السامر قبل تحليل المياه التي تصل إلى البحر.