يعتزم مكتب الإشراف الاجتماعي النسائي في المنطقة الشرقية، إطلاق حملة للتوعية بأهمية احتضان الأطفال مجهولي الأبوين، من ذوي البشرة المُلونة، بعد ان واجهت الدور الاجتماعية في المنطقة عزوفاً من الأسر الحاضنة (الصديقة)، عن عدم احتضان هؤلاء الأطفال الأيتام. وتهدف الحملة التي ستُطلق خلال الأشهر المقبلة، إلى التعريف بواقع هؤلاء الأطفال، لتشجيع الأسر على احتضانهم. ويعمل فريق من الإشراف الاجتماعي، على تحضير فعاليات الحملة. وقالت مديرة مكتب الإشراف الاجتماعي النسائي لطيفة التميمي، ل «الحياة»: «نعمل حالياً، على تنظيم برنامج الحملة، التي ستُنفذ خلال العام الجاري، لما تواجهه هذه الفئة من مشكلات اجتماعية عدة»، مضيفة أن «لون البشرة هو أحد اشتراطات الموافقة على الاحتضان من قبلنا، حتى لا نسبب مشكلة نفسية للطفل مع أسرته الحاضنة، التي ستكون أسرته مستقبلاً. وسننظر في هذه المشكلة، لمحاولة الوصول إلى حلول لها، وإقناع المجتمع باعتبار الطفل طفلا بغض النظر عن لونه». وأبانت التميمي، ان الهدف الأساسي للحملة، هو «تنشيط احتضان الأطفال ذوي البشرة الداكنة، من أجل دمجهم في المجتمع». وحول أعداد الأطفال في الدور الاجتماعية في المنطقة الشرقية، أشارت التميمي إلى أنهم «180 طفلاً، وجميعهم تجاوزوا مرحلة الرُضع وحديثي الولادة، لأن دار الحضانة أقفلت القسم المخصص لهذه الفئة، بعد أن تم احتضانهم جميعاً. والموجودن حالياً، هم الفئات الأكبر عمراً، الذين لم تتقدم أسر لاحتضانهم، وسنطلق حملة أخرى للتشجيع على احتضان الأطفال من هذه الفئة العمرية، لان العمر لا يمنع من الاحتضان، فغالبية الأسر التي بلغ عددها نحو 500 أسرة، تركز على حديثي الولادة والرضع» ويبلغ عدد الأيتام في المنطقة الشرقية 400 يتيم، 250 منهم لهم أُسر حاضنة، وهم يعيشون في دور الإيواء. ومن ليس لهم أسر حاضنة يوجدون في دار التربية للبنات، التي تضم 90 فتاة، أو في دار تربية البنين، إذ يوجد 90 يتيماً، فيما تنتظر عدد من الأسر تسلم أيتام، وهم على قوائم الانتظار. وقالت التميمي: «نتعامل معهم بحسب آلية وإجراءات نظامية». وأبانت أن النشاطات التي ستنفذ هذا العام «حديثة، تسعى إلى الاهتمام في الأطفال الأيتام، وزيادة الوعي المجتمعي لتقبلهم، سواءً في المدرسة، أو المنزل، أياً كان لون بشرتهم أو عمرهم. كما سنعمل على تكثيف المحاضرات الإرشادية للتعامل مع الأيتام من جانب الأسر، حتى لو كان هناك اختلاف في لون البشرة». وحول برنامج المرضعات للأطفال مجهولي الأبوين، أشارت التميمي، إلى أن البرنامج «تشارك فيه أربع مرضعات فقط، ولم يحقق النجاح المأمول، على رغم أننا خاطبنا الجمعيات الخيرية كافة، للاستعانة بالأسر المشمولة بخدماتها، إلا أننا لم نلمس تجاوباً كافياً، على غرار ما تحقق في مناطق أخرى»، مضيفة أن الأمر «يتطلب المزيد من الوعي والمعرفة، ليتم إنقاذ الأطفال الذين يتم العثور عليهم، فهم بحاجة إلى أمهات مُرضعات. ونتمنى أن يتحقق ذلك خلال العام الجاري».