لم تلتفت لظروفها القاسية، ولم تدع الحزن يتمكن منها على رغم ما عانته طيلة حياتها من حرمان وظروف مادية سيئة. فلديها ابنها «نواف» ذي ال23 عاماً، وهذا بحد ذاته يجعلها تنسى كل شيء سيئ في هذه الدنيا فهو كما تقول «الوقود الذي يبقيني سعيدة بعد فضل الله، وهو أفضل شيء في حياتي». إلا أن كل شيء تغير إلى الأسوأ، فقد أظلمت الدنيا في وجه «أم نواف» بعد سجن فلذة كبدها، وإلزامه بدفع 100 ألف ريال. وبدأت قضية ابنها عندما وقع له حادث مروري نتج عنه وفاة أحد الأشخاص، ثم سلم نفسه إلى إدارة المرور، التي أخرجته بكفالة بعد أيام عدة قضاها في الحجز، لعدم مراجعة أهل المتوفى إدارة المرور. إلا أن ذوي المتوفى راجعوا المرور بعد ذلك، وطالبوا بدفع الدية، وعلى إثر ذلك استدعي نواف وحكم عليه مدة خمسة أشهر مع إلزامه بدفع الدية، وهو الآن يقضي فترة السجن في الإصلاحية منذ أكثر من شهر. وطوال السنوات الماضية لم يجد نواف وظيفة يستطع من خلالها تأمين مستقبله، ما اضطره إلى العمل سائقاً لحافلة، نظراً لما يعانيه من ظروف مالية قاهرة، ولم تكد ظروفه تتحسن حتى فوجئ بهذا الحادث الذي حمله وأسرته ما لا يستطيعون. وتقول أم نواف: «أنا ربة منزل ومتزوجة من رجل آخر بعد أن انفصلت عن والد نواف»، لافتة إلى أن لديها أسرة كبيرة وراتب زوجها لا يتجاوز خمسة آلاف ريال ولا يكاد يبقى معه شيء في منتصف الشهر. وتأمل أم نواف من أهل الخير مساعدتها وإنقاذ مستقبل ابنها، وذلك بدفع مبلغ الدية لأهل المتوفى، خصوصاً أنه لا يوجد لابنها مصدر دخل حتى يستطيع من خلاله اقتراض المبلغ من أية جهة.