واشنطن، موسكو - أ ب، رويترز، أ ف ب - في تطوّر مفاجئ ولافت، نقلت وكالة «رويترز» عن مسؤول إيراني إن قائد «فيلق القدس» الجنرال قاسم سليماني زار موسكو حيث التقى مسؤولين روساً بارزين، منتهكاً بذلك قراراً أصدره مجلس الأمن عام 2007 يحظّر سفره ويجمّد أصوله المالية. وأشار المصدر إلى أن الزيارة جرت في النصف الثاني من تموز (يوليو) الماضي، لافتاً إلى أن المحادثات تطرّقت إلى مسائل ثنائية وإقليمية، وتسليم موسكوطهران أنظمة صاروخية روسية متطورة من طراز «أس- 300» وأسلحة أخرى. وكانت «رويترز» نقلت عن مصدرين أمنيّين أميركيّين تأكيدهما تقريراً بثته شبكة «فوكس نيوز» أفاد بأن سليماني وصل إلى موسكو في 24 تموز، والتقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير الدفاع سيرغي شويغو، وغادر بعد ثلاثة أيام. وأشارا إلى أن المسائل التي ناقشها سليماني في موسكو، لم تتضح بعد، وشددا على أن واشنطن ستبقي العقوبات المفروضة عليه وعلى «فيلق القدس» و»الحرس الثوري». لكن ناطقاً باسم الكرملين نفى لقاءً بين سليماني وبوتين، فيما تحدثت المندوبة الأميركية لدى الأممالمتحدة سامانثا باور عن «تقارير مقلقة جداً»، مستدركة أن واشنطن «ما زالت تتحرى» الأمر. في طهران، أبلغ مصدر إيراني «الحياة» أن سليماني يزور عواصم كثيرة، في إطار مذكرات تفاهم أبرمتها إيران مع هذه الدول، مستدركاً أن قائد «فيلق القدس» ليس معنياً ب «قضايا التسليح والبحث مع دول أخرى في شأن معدات عسكرية». ونفى حدوث لقاء رسمي بين سليماني وبوتين وشويغو، لكنه لم يستبعد إمكان حدوث اجتماع غير رسمي. في غضون ذلك، وجّه العضوان الديموقراطيان اليهوديان البارزان في الكونغرس الأميركي، تشاك شومر وإليوت إنغل، ضربة موجعة إلى الرئيس باراك أوباما، اذ أعلنا معارضتهما الاتفاق النووي المُبرم بين إيران والدول الست. وبات شومر الذي يمثّل نيويورك، أول عضو ديموقراطي في مجلس الشيوخ يعلن رفضه الاتفاق، علماً أنه مُرشّح لخلافة لاري ريد زعيماً للأقلية الديموقراطية في المجلس، بعد تقاعد الأخير العام المقبل. لكن السيناتور الديموقراطية تامي بولدوين أعلنت تأييدها الصفقة، اذ اعتبرت أنها «تخدم مصالح الأمن القومي الأميركي». وقال شومر: «لدى الطرفين حجج قوية تدعم وجهتَي نظرهما، لا يمكن تجاهلها. وهذا يجعل تقويم الاتفاق صعباً ويتطلب جهداً خاصاً. وبعد دراسة متأنية وتفكير عميق ومراعاة للضمير، قررت أن عليّ معارضة الاتفاق وسأصوّت لمصلحة مذكرة رفضه». وأشار إلى أنه استند في قراره إلى سؤال: «هل نحن أفضل حالاً مع الاتفاق أم من دونه؟» ورأى أن هناك «خطراً حقيقياً جداً بأن إيران لن تصبح معتدلة»، مرجحاً أن «تستغلّ الاتفاق لتحقيق أهدافها المشينة». وشكا من أن الاتفاق لا يسمح بعمليات تفتيش للمنشآت الإيرانية «في أي مكان، وفي أي وقت»، كما لا يتيح للولايات المتحدة طلب إجراء تفتيش أحادي لتلك المنشآت. وشدد شومر على انه سيصوّت ضد الاتفاق «ليس لأنني أعتقد بأن الحرب هي خيار قابل للتطبيق أو مرغوب فيه»، وذكر أنه «سيحاول إقناع» زملائه برفض الاتفاق، مستدركاً أن كلّ عضو في الكونغرس يتخذ في النهاية قراره بنفسه. كما أعلن إليوت إنغل، أبرز عضو ديموقراطي في لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب، معارضته الاتفاق، مشيراً إلى انه لا يثق بأن طهران ستفي بالتزاماتها. وزاد: «ما زلت على قناعة بأن حلاً بالتفاوض هو افضل وسيلة عمل، وأن هذا هو الطريق الذي علينا سلوكه، لكن يؤسفني القول إنه لا يمكننا تأييد الاتفاق». في المقابل، أعرب وزير الخارجية الأميركي جون كيري عن «احترام كامل لحق الجميع في الاختيار»، لكنه أعلن معارضته «خيار» شومر وإنغل. واعتبر أن «الرفض ليس سياسة للمستقبل، ولا يقدّم أي بديل»، وزاد: «سنشهد صخباً في شأن النشاط الإيراني المستمر، ما من شأنه أن يجعل الناس يضغطون (من أجل) عمل عسكري، ذلك أن الولاياتالمتحدة ستكون ابتعدت عن تسوية ديبلوماسية».