بدأت في محافظة ادلب (شمال البلاد) أمس اجتماعات اللجان الفنية السورية - التركية المكلفة درس الشروط الفنية لتصميم سد «الصداقة» المقرر بناؤه على مجرى نهر العاصي. وكانت دمشق وأنقرة اتفقتا نهاية كانون الأول (ديسمبر) الماضي على إنشاء سد على العاصي وبناء محطة لضخ المياه بمليون و250 ألف متر مكعب من مياه دجلة سنوياً، والعمل على مكافحة الجفاف وإدارة المياه الفاعلة في البلدين. ويتوقع أن يروي سد «الصداقة» 10 آلاف هكتار من الأراضي الزراعية في البلدين وينتج 16 مليون كيلوواط كهرباء في الساعة. وأعلن وزير الري السوري نادر البني أن الهدف من بناء السد هو درء الفيضان عن مجرى النهر «لأن الفيضانات عندما تكون كبيرة تتسبب بغمر الأراضي الزراعية في محافظة ادلب، ما يؤدي إلى أضرار كبيرة». وتوقع البدء في تنفيذه بداية العام المقبل بعد الانتهاء من عمليات التصميم وتأمين التمويل اللازم. وأوضح البني أن بلاده أنهت مرحلة التفاوض مع العراق وتركيا لتنفيذ مشروع ري دجلة الذي يتضمن إرواء نحو 150 ألف هكتار من الأراضي الزراعية في محافظة الحسكة بضخ نحو 1.250 مليون متر مكعب من المياه سنوياً في قناة جر بطول 120 كيلومتراً. واعتبر المشروع استراتيجياً وأحد أهم المشاريع الضخمة في سورية. وكانت «الشركة العامة للمشاريع المائية» في الحسكة بدأت قبل ايام بناء جدار العزل لحوض ترسيب المياه بتكلفة 250 مليون ليرة سورية. وأعلن مدير الموارد المائية في الحسكة سمير مورا عن تركيب محطة ضخ للمياه بغزارة 10 إلى 100 متر مكعب من المياه يومياً. وأكد البني أن الهطول المطري خلال السنة الحالية «انعكس إيجاباً على المخزون المائي الجوفي وعلى كميات المياه السطحية وعلى تخزين السدود التي كانت في بعض المناطق شبه فارغة». وأوضح «أن السدود بدأت في الامتلاء وبعضها في التعبئة بخاصة في الحسكة التي كانت شبه فارغة، واستفيد من 160 سداً ونحو300 حفرة وسد سطحي لتخزين المياه في البادية»، لافتاً إلى وجود 10 سدود قيد التنفيذ ومثلها قيد الدرس. وتعكف الحكومة السورية حالياً على درس مشروع بتكلفة 450 مليون دولار لجر مياه الفرات من محافظة دير الزور (شرق البلاد) إلى مدينة تدمر الأثرية ومن ثم إلى المدينة الصناعية في حسياء (وسط البلاد) بهدف تغذية التجمعات السكنية، وتأمين احتياجات المنشآت الصناعية المختلفة.