في 2001 - 2009 نمت صادرات الأسلحة الروسية ضعفين، وبلغ ثمنها 34 بليون دولار. وتقدر قيمة العقود الموقعة في 2009 ب15 بليون دولار، والعقود النافذة 8.5 بلايين دولار، وهي قريبة من مستوى العام السابق. وهذا قرينة على أن نمو حجم الصادرات من الأسلحة الروسية قد يكون آذن بلوغ حده الأقصى. وحصة الصادرات من الطائرات والمروحيات الحربية نحو 50 في المئة من صادرات الأسلحة. وطائرات « سو- 35» الحربية من احدث الطائرات. وأُجريت تجارب على طائرة (ب أ ك) وهي تضاهي طائرة «ف-35» الأميركية. ويفترض تزويد الجيش الروسي بها في 2015. وتتصدر البلدان المستوردة للسلاح الروسي الدول «الصناعية الجديدة» والنامية مثل الهند والصين وفيتنام وسوريا والجزائر وفنزويلا وماليزيا. ولا ينفك انتاج الأسلحة الروسية وتصديرها من اهداف روسيا الاقتصادية والاستراتيجية العالمية ومصالحها. وفنزويلا تتصدر علاقات التعاون بأميركا اللاتينية. وبلغت قيمة آخر صفقة سلاح الى هذا البلد نحو بليوني دولار. وروسيا تسعى لنشر نفوذها في قارة تعتبر «مجالاً حيوياً» للمصالح الأميركية. وموسكو تسعى في توسيع نفوذها فيها رداً على محاولات « الناتو» التوسع شرقاً الى الدول السوفياتية السابقة. واهتمام روسيا ببيع منطقة الشرق الأوسط السلاح الروسي مفهوم. فالمنطقة خزان عالمي لمصادر الطاقة، ومجال حيوي للمصالح الغربية. ولا تقصر روسيا جهدها على تصدير السلاح الى بلدان المنطقة. فهي ترغب في ارساء أسس تعاون عسكري - تقني بعيد الأمد، يمهد بدوره الطريق الى تطوير وترسيخ تعاون اقتصادي واستراتيجي. وفي الإطار هذا، يدخل التعاون الروسي - الإيراني العسكري - التقني والاقتصادي، وإن في ميدان الطاقة النووية السلمية أو في غيره. وقد ترجع روسيا عن قرارها تجميد صفقة صواريخ « أس - 300» للدفاع الجوي، وحماية المنشآت النووية الإيرانية. وطهران، الحليفة الاستراتيجية لموسكو لم تخل بالتزاماتها تسديد الصفقات المبرمة. واستئناف عودة موسكو تنفيذ تعهدها بيع الصواريخ الى ايران هو رهن تطور العلاقات الروسية - الأميركية، وحل المشكلة النووية الإيرانية. وتراهن روسيا على إنجاز اختراق مهم في سوق السعودية العسكري. وتنوع المملكة أسواق مشترياتها، تحدوها رغبتها في اختيار الأسلحة الضرورية في ضوء المقارنة بين أصناف السلاح، وتدني اسعار الأسلحة الروسية 35 في المئة عن اسعار مثيلاتها الغربية، وتميز المدرعات الروسية بفاعلية اكبر مقارنة بمثيلاتها الغربية في الظروف الصحراوية، وترسيخ النهج السياسي السعودي المعتدل والمستقل عن التأثيرات الغربية. ومستقبل التعاون العسكري - التقني مع دول أخرى في الشرق الأوسط ومع الدول السوفياتية السابقة ودول اوروبا الشرقية واعد. وكلها لا تزال مجهزة بالسلاح السوفياتي القديم. وهي في حاجة الى تحديث قواتها المسلحة. ومعظم هذه الدول يطلب إلى روسيا مساعدتها على التحديث والتطوير العسكريين. وبين روسيا وبين تركيا واليونان تعاون عسكري - تقني. وقد تزود روسيا الجيش الأفغاني بالسلاح، في ضوء الحاجات العسكرية الأفغانية وقرار الولاياتالمتحدة في هذا الشأن. * صحافي، عن «غازيتا رو» الروسية، 28/1/2010، إعداد علي ماجد