نجحت مصارف « الجزيرة» و«السعودي للاستثمار» و«البلاد» في تحويل خسائر الربع الأخير من العام الماضي إلى أرباح في الربع الأول من العام الحالي، وحقق الأول صافي أرباح بلغت 102 مليون ريال في مقابل خسارة 92 مليون ريال للربع الأخير من 2008، فيما حقق «السعودي للاستثمار» أرباحاً صافية بلغت 241 مليون ريال في مقابل خسارة قدرها 91 مليون ريال في الربع الأخير من العام الماضي، واستطاع «البلاد» تحويل خسارته البالغة 27 مليون ريال في الربع الأخير من 2008 إلى ربح بلغ 22.4 مليون ريال. واللافت أن غالبية المصارف حققت زيادات جيدة في أرباحها بين الربعين، فالسعودي الفرنسي زاد أرباحه بمعدل 30 في المئة، وساب بمعدل 16 في المئة، والعربي الوطني بمعدل 60 في المئة، وكذلك الراجحي بمعدل 21.6 في المئة لمصلحة الربع الجديد، وحقق بنك «سامبا» أرباحاً زادت خلال الربع الأول بمعدل 54 في المئة عن الربع الأخير من العام الماضي. وعلى رغم انخفاض أرباح «الرياض» و«السعودي الهولندي» بمعدل 17 في المئة للأول و8 في المئة للثاني خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام الحالي مقارنة بالربع الأخير من العام الماضي، إلا أنه لا يمنع القول ان أداء المصارف كان جيداً بشكل عام ولم يسجل أي من مصارفنا خسائر خلال الربع الجديد، وهو ما يعني عدم تأثير الأزمة المالية العالمية في مواقف مصارفنا المالية، وهو ما يعني أيضاً جودة الإدارة في هذه المصارف. وفي قطاع الاتصالات نجحت «الاتصالات السعودية» في تحقيق أرباح زادت في الربع الأول بمعدل 113 في المئة عنها في الربع الماضي، وهي نتيجة ممتازة على رغم انخفاضها مقارنة بالربع الأول من 2008 بمعدل 18 في المئة، ولم تكن نتائج «موبايلي» بتلك الجودة، إذ انخفضت بمعدل 38 في المئة في الربع الجديد عنها في الربع الأخير من 2008، وهو الربع الذي استحقت عنه وصفنا لها ب«حصان السوق الرابح»، وفي كل الحالات فنتائج ربعها الجديد أفضل من الربع المماثل له من العام السابق بمعدل 47 في المئة. وتمكنت «سبكيم» للبتروكيماويات من الخروج بربح صافٍ بلغ 29 مليون ريال خلال الربع الأول من العام، وإن كان منخفضاً بمعدل 87 في المئة عن الربع المماثل له من العام السابق وبنسبة 16 في المئة عن ربح الربع الأخير من العام الماضي، إلا أن تحقيق الشركة ربحاً على رغم تأثير الأزمة في القطاع يحسب لإدارتها بلا شك، في حين نجحت إدارة «بترورابغ» في خفض خسائر الشركة في الربع الجديد إلى 29 مليون ريال وهو الذي بلغ 903 ملايين ريال في الربع الأخير من العام الماضي، أي أن نسبة خفض الخسارة بلغت ما يصل إلى 97 في المئة، وهو ما يعني أداء جيداً للشركة على رغم الخسارة. أما الإخفاق الكبير في هذا الربع فكان من نصيب الشركة القائدة في سوق الأسهم السعودية، فنتائج «سابك» التي تحتكر السوق السعودية وتحصل على أسعار مدخلات إنتاجها بأسعار رمزية من «أرامكو»، وهو ما يعطيها ميزة المنافسة القوية في السوق العالمية، جاءت سيئة بكل المقاييس، وعلى رغم رفع الشركة سعر طن الحديد في السوق المحلية بمقدار 150 ريالاً للطن، إلا أن ذلك لم يشفع لها في تحقيق نتيجة متعادلة وهي أسوأ التوقعات. وبحسب ما نشرته «الحياة» أول من أمس، قال الرئيس التنفيذي للشركة محمد الماضي: «إن الشركة تجري إعادة هيكلة لخفض النفقات، وإن التغييرات قد تؤدي إما إلى خفض الإنتاج إجمالاً، أو إغلاق المصانع التي لا تعمل بشكل جيد على مستوى العالم»، وهو ما يدعو للتساؤل إن كانت إدارة «سابك» تحتاج إلى تحقيق خسائر حتى تخفض نفقاتها أو تقفل مصانعها التي لا تعمل بشكل جيد؟ وإما مخصص إطفاء الشهرة goodwill فليس أكثر من دليل على خسارة صفقة شراء الشركة ل «جنرال إلكتريك» ودفعها أموالاً كبيرة في مقابل الاسم التجاري للشركة الأميركية. واختم بأن «سابك» أخفقت في أول اختبار، وهو ما يوجب فتح الدفاتر ومناقشة إدارتها حول صفقتها الخاسرة، وأداء الشركة بشكل عام، لأنه يبدو من النتائج والتصريحات التي أعقبتها أن «سابك» لا تدار باحترافية القطاع الخاص القادر على مواجهة الأزمات المالية محلياً وعالمياً. * اقتصادي سعودي - بريطانيا