واصلت فرق الإنقاذ المحلية والدولية جهودها بوتيرة كثيفة للتوصل الى نتيجة، في قضية الطائرة الإثيوبية المنكوبة. فبحرية الجيش اللبناني ومغاوير البحر وعناصر الدفاع المدني وقوات ال «يونيفل» استمروا في بحثهم عن هيكل الطائرة وركابها وصندوقها الأسود، على الشاطئ اللبناني وعلى مسافة 8 كيلومترات قبالة منطقة المنارة في بيروت حيث رصدت ذبذبات صادرة من الصندوق الأسود، فيما تواصل السفينتان الأميركيتان «يو.أس.أس راميج» و «أوشن آلرت» بحثهما في أعماق البحر. وذكر أمس أن «أوشين آلرت» أرسلت قبل ظهر أمس رجلاً آليًا (روبوت) للغوص في الأعماق وتصوير ما يتم رصده بحثاً عن الضحايا وعن الصندوق الأسود، وبعد انتهاء مهمته يزود الصور التي التقطها لرجل آلي أكبر حجماً ومزود بمعدات من شأنها الانتشال ليغوص بدوره ويقوم بعملية الانتشال، وذلك في انتظار وصول الباخرة الأميركية «أوديسيه اكسبلورير» وغواصتها العملاقة «زيوس 1» إلى لبنان هذا الأسبوع للمشاركة في أعمال البحث، خصوصاً أنها متخصصة بالغوص في الأعماق السحيقة وسحب الأوزان الثقيلة. وكذلك لا تزال الفرق المنتشرة على الشاطئ تعثر على بعض من حطام الطائرة، وعثر أمس على أحد إطاراتها. في غضون ذلك، تتواصل التحقيقات لمعرفة ملابسات سقوط الطائرة وعقد بعد ظهر امس في مقر البحرية اللبنانية، اجتماع موسع شارك فيه ممثلون عن جميع الفرق المشاركة في عمليات البحث برئاسة نائب رئيس الأركان للعمليات في الجيش اللبناني العميد عبدالرحمن شحيتلي، تركز على مناقشة ما أسفرت عنه العمليات حتى الآن ووضع خطة للمرحلة المقبلة. وكذلك عقد في مطار بيروت اجتماع للجان المتفرعة من لجنة التحقيق المولجة متابعة قضية الطائرة الإثيوبية. وتعمل هذه اللجان كلٌّ ضمن المهمة المكلفة بها وفي سياق اختصاصها، ان لناحية جمع المعلومات او تقصي ما يتعلق بالأسباب التي أدت الى سقوط الطائرة، ويشارك في الاجتماعات المدير العام للطيران المدني حمدي شوق وأعضاء لجنة التحقيق الأميركيين والفرنسيين والإثيوبيين. وفي مستشفى رفيق الحريري الجامعي الحكومي، تسلم ذوو الضحية العراقي أكرم جاسم محمد جثمانه بعدما تم التعرف إليه نتيجة فحص ال «دي أن آي» بعدما أخذت عينات من شقيقته وابنتها اللتين حضرتا من سورية، إضافة إلى شعرات عثر عليها وكيل أعماله في منزله في بيروت. ونقلت سيارة إسعاف تابعة لكشافة الرسالة الإسلامية جثمانه ووري الثرى في جبانة روضة الشهيدين الى جانب ابنه وابنته اللذين قضيا في حادث سير في 1/7/2009. وقال السفير العراقي لدى لبنان عمر البرزنجي ل «أخبار المستقبل» إن السفارة تسلمت جثة الضحية محمد وإنه دفن في روضة الشهيدين في بيروت. أما في ما يتعلق بجثامين الإثيوبيين الخمسة، فيتوقع أن يعود وفد الأدلة الجنائية ليلاً من أديس أبابا التي قصدها للحصول على عينات من ذويهم لإجراء فحص ال «دي أن آي» خصوصاً أن 3 جثث يعتقد أن أصحابها معروفون وهم ضابط الأمن في الطائرة الذي بقي مسدسه معه، وأخريان تعودان لمضيفتين لا تزالان بزيهما الخاص بشركة الطيران. وتبقى جثتان لامرأتين مجهولتين. وكذلك تبقى جثة الطفل اللبناني محمد كريك في انتظار وصول والدته من افريقيا. إلى ذلك، تنادى عشرات التلامذة من مدرسة «بهاء الدين الحريري» إلى شاطئ خلدة، حيث ألقوا زهوراً في البحر في ذكرى مرور اسبوع على ضحايا الطائرة المنكوبة، فيما أطلق بعضهم طائرات ورق في الهواء تحية لأرواح الضحايا.