واشنطن، نيويورك، تل أبيب - خدمة «نيويورك تايمز»، رويترز - استبعد مستشار الأمن القومي الأميركي جيمس جونز تفرّد إسرائيل بشن ضربة ضد المنشآت النووية الإيرانية، فيما أفادت صحيفة «نيويورك تايمز» ان الولاياتالمتحدة تسرع وتيرة نشر أنظمة مضادة للصواريخ في الخليج استعداداً لأي هجوم محتمل قد تشنه طهران. في غضون ذلك، كشف تقرير سري أرسلته الحكومة التايلاندية الى مجلس الأمن، ان شحنة أسلحة كورية شمالية ضبطت في مطار بانكوك الشهر الماضي، كانت في طريقها الى إيران. وعبرت مسؤولة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاترين آشتون امس، عن خيبة امل من رفض إيران الدخول في محادثات في شأن برنامجها النووي مشيرة الى ان الخطوة المقبلة يجب ان تكون احالة طهران الى مجلس الامن. وقالت آشتون في حديث لمحطة «سكاي نيوز»: «ينتابنا القلق مما يحدث في إيران. اشعر بخيبة امل لعدم قبول إيران بالحوار ونحن نحتاج الآن الى النظر مجدداً في ما ينبغي ان يحدث هناك». وفي حديث الى صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية نشرته امس، أشار مستشار الأمن القومي الأميركي إلى ان واشنطن تجري حواراً جيداً ومتواصلاً مع إسرائيل في ما يتعلّق بالبرنامج النووي الإيراني، مضيفاً: «نحن نعمل في شكل وثيق جداً معهم (الإسرائيليين)». ورداً على سؤال عما إذا كانت الولاياتالمتحدة قلقة من أن تقدم إسرائيل على عمل أحادي الجانب ضد إيران، قال جونز: «شركاؤنا الإسرائيليون يتمتعون بحس مسؤولية عالٍ» في مقاربتهم للمسألة الإيرانية. ولم يستبعد جونز أن تهاجم إيران إسرائيل بواسطة «حزب الله» اللبناني وحركة «حماس»، رداً على الضغوط التي تواجهها طهران. من جهة أخرى، نقلت «نيويورك تايمز» عن مسؤولين في وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) وفي إدارة الرئيس باراك اوباما ان واشنطن تنشر سفناً متخصصة قبالة السواحل الإيرانية، إضافة الى صواريخ اعتراض في أربع دول هي قطر والإمارات العربية المتحدة والبحرين والكويت. وأضافت ان هذا الأجراء قد يشمل أيضاً سلطنة عمان، علماً ان اي صاروخ مضاد للصواريخ لم ينشر في هذا البلد. ورأت الصحيفة ان الدول العربية «باتت أكثر تقبلاً لموضوع نشر أسلحة دفاعية أميركية على أراضيها خوفاً من القدرات العسكرية لإيران». ونقلت «نيويورك تايمز» عن مسؤول أميركي بارز قوله: «ان هدفنا الأول هو ردع الإيرانيين» عن مهاجمة جيرانهم، مضيفاً ان «الهدف الثاني هو طمأنة الدول العربية لئلا تشعر بحاجة الى امتلاك سلاح نووي». واعترف المسؤول بأن هذا التحرك «يتعلق جزئياً بتهدئة الإسرائيليين». وأشارت الصحيفة الى ان هذه الاستعدادات «تهدف الى تفادي رد عسكري من جانب ايران في حال تشديد العقوبات الدولية ضدها»، كما ان الخطوة «قد تردع إسرائيل عن توجيه ضربة عسكرية الى المنشآت النووية الإيرانية». الى ذلك، أكدت الحكومة التايلاندية في تقرير رفعته الى لجنة العقوبات على كوريا الشمالية في مجلس الأمن، ان شحنة أسلحة تزن أكثر من 35 طناً صودرت من طائرة شحن في بانكوك، أتت من بيونغيانغ، وذلك بعدما هبطت الطائرة اضطرارياً في مطار العاصمة التايلاندية في كانون الأول (ديسمبر) الماضي. وورد في التقرير ان الشحنة كانت تضم صواريخ وصواعق وراجمات وقذائف. ويشكل ذلك انتهاكاً للعقوبات الدولية المفروضة على كوريا الشمالية، علماً ان ايران لا تخضع لحظر دولي على استيرادها السلاح. وتوقع ديبلوماسيون ان تناقش لجنة العقوبات التقرير التايلاندي في شباط (فبراير) المقبل وقد تبعث برسائل الى بيونغيانغ وطهران لمعرفة تفاصيل عن التعاون بينهما في هذا المجال. وقال مسؤولون أميركيون ان مبيعات السلاح الكوري الشمالي من الصواريخ الذاتية الدفع تذهب الى إيران ودول أخرى في الشرق الأوسط.