أعلن الرئيس التنفيذي لشركة أرامكو السعودية خالد الفالح، أن الشركة تعتزم استثمار نحو 120 بليون دولار خلال 5 إلى 6 سنوات مقبلة في مشاريع بقطاعي النفط والبتروكيماويات وقال في تصريحات إلى قناة «العربية» التلفزيونية أمس، إن الطلب العالمي على النفط متذبذب، وان النمو التدريجي في الطلب سيأتي من الصين والهند والشرق الأوسط، متوقعاً تجاوز الطلب على النفط 100 مليون برميل يومياً خلال عقدين. وأضاف: «الطلب على النفط من الدول المتقدمة لا يزال متذبذباً وموسمياً، وعلى المدى البعيد لا نتوقع أن تقود الدول الصناعية أو المتقدمة (أو ما يطلق عليه OECD) النمو في قطاع النفط»، مؤكداً أن «المملكة العربية السعودية من أكثر الدول نمواً في الطلب على الطاقة والنفط بالذات». وتوقع الرئيس التنفيذي ل «أرامكو» زيادة الطلب على النفط بمعدل مليون برميل سنوياً حتى عام 2030، مشيراً إلى أن «معدل الإنتاج العالمي للنفط الآن يقارب 85 مليون برميل، ونتوقع أن يصل إلى 105 ملايين برميل خلال السنوات ال20 المقبلة». وفي المقابل، رجح الفالح أن «يكون هناك انخفاض كبير في انتاج بعض الدول الأخرى قد يصل إلى 30 مليون برميل»، وقدر الطاقة الإنتاجية الإضافية التي يجب توفيرها للوصول إلى مستوى 105 ملايين برميل بعد عقدين بأنها «قد تصل إلى 50 مليون برميل من الإنتاج الجديد، وهذه كمية تحتاج إلى استثمارات طويلة وكبيرة»، مؤكداً استعداد «أرامكو» لتصدر المستثمرين في هذا المجال. وفي ما يتعلق بالطاقة الإنتاجية للسعودية، اعتبر الرئيس التنفيذي ل «أرامكو» وصول الطاقة الإنتاجية للسعودية إلى 12 مليون برميل يومياً رقماً قياسياً، ورأى أنه «ليس هناك شركة ولا حتى دولة أخرى لديها طاقة أرامكو وهي 12 مليون برميل». وأضاف ان «طاقة المملكة تبلغ بشكل عام 12.5 مليون برميل، تنتج منها أكثر من 8 ملايين برميل بقليل، وهناك طاقة فائضة تزيد على 4 ملايين برميل». وفي تعليقه على هذه الطاقة الفائضة، قال الفالح: «إن هذا الأمر جيد للاقتصاد العالمي على المدى الطويل. والمملكة أكثر دولة تهتم بتعافي صناعة النفط على المدى البعيد. ويهم المملكة أن يكون هناك ثبات في صناعة النفط، وهذا الثبات توفره المملكة من خلال الطاقة الفائضة». وحول استثمارات شركة أرامكو السعودية، أكد الفالح «أن موازنة الاستثمار في أرامكو السعودية على قسمين: الأول ذاتي من خلال «أرامكو» بمفردها، ونسميها الموازنة الرأسمالية، ونرصدها على مدى 5 سنوات، وهي عادة في حدود 60 بليون دولار. يعني أن الاستثمار المباشر ل «أرامكو» يتراوح بين 10 و16 بليون دولار سنوياً خلال الخطتين الخمسيتين الماضية والمقبلة». وتابع: «أما الشق الثاني من الاستثمار الرأسمالي فهو المشاريع الاستثمارية في صناعة التكرير والبتروكيماويات، وهذه معظمها تتم بشراكات وباستخدام اقتراض مصرفي وحتى بدخول مستثمرين سعوديين عن طريق طرحها للاستثمار العام». وقدر الرئيس التنفيذي لأرامكو السعودية إجمالي قيمة الاستثمارات في المشاريع البتروكيماوية والتكريرية في السعودية بما فيها مصفاة الجبيل ومصفاة ينبع ومشروع بترورابغ المرحلة الثانية ومشروع رأس تنورة بأنها تصل إلى ما بين 50 و60 بليون دولار «بحسب التكاليف التي تدرس الآن أو تطرح للاستثمارات». وأشار إلى أن هذه الاستثمارات ممتدة على مدى 5 إلى 6 سنوات، مؤكداً أن «أرامكو تستثمر ذاتياً أو من خلال المشاريع التي تقودها ما يزيد على 120 بليون دولار»، هذا إلى جانب استثمارات خارجية تدرسها «أرامكو» في الصين وأميركا وتوسعات في كوريا وغيرها.