استبق المزارعون في مدينة بريدة بدء الانطلاقة الرسمية لمهرجان «بريدة عاصمة التمور» ولم ينتظروا الانطلاقة الرسمية المقررة له بعد غدٍ (الأربعاء)، ولم يهدروا مزيد وقت بانتظار بدء فعاليات المهرجان رسمياً، إذ تشهد ساحات البيع هذه الأيام في «مدينة التمور»، توافد مئات السيارات الصغيرة والمتوسطة التي تحمل أطناناً من محصول التمور وتصطف في مسارات محددة لتنظيمها، وبات السوق يسجل حضوراً متزايداً وسط إقبال من المتسوقين، وتبدأ رحلة البيع والشراء الرئيسة فور الانتهاء من صلاة الفجر كل يوم، إذ تبدأ المزادات على كميات التمور الواصلة إلى السوق وتكون في نهايتها من نصيب الأعلى سعراً، وبعد إشراقة شمس الصباح بنحو ساعتين تخلوا ساحات البيع في معظمها من السيارات التي باعت المحصول في وقت قياسي. ورصدت «الحياة» في جولة لها أمس حركة السوق الأشهر على مستوى العالم، إذ بين المسوق الشاب عبدالله القسومي أن الأسعار تبدأ من 40 ريالاً للعبوة ذات الثلاثة كيلوغرام للتمر من نوع السكري المحصول الأكثر عرضاً في السوق، وتتدرج الأسعار بحسب جودة المحصول، وصولاً إلى 120 ريالاً، ورأى أن متوسط الأسعار ما بين 75 ريالاً و90 ريالاً، كما ذكر أنه وقف على مزاد قبل أيام لنوع فاخر من التمر السكري انتهى ببيعه بمبلغ 305 ريالات. أما المسوق عبدالملك العييري فقدر متوسط الأسعار ب85 ريالاً فيما وقف على مزاد وصل 245 ريالاً لنوع (رقم 1) من تمر السكري. وإلى جانب السكري يجلب الباعة الأنواع الأخرى من محصول التمور مثل «البرحي» و«الونانة» و«الشقراء» في طورها «البلحي»، إذ تعد هذه الأنواع أرخص من «السكري»، الذي يحظى بشعبية واسعة لدى الكثيرين. ويرى مهتمون بالتمور أن موجة «الحر»، التي تضرب المنطقة الوسطى هذه الأيام، ستسهم في إنضاج مزيد من التمور في الأيام القادمة والمعروفة لدى العامة ب«طباخ التمر»، ما سيسهم في تدفق كميات كبيرة إلى السوق. من جهة ثانية، أنهت اللجنة التنفيذية لمهرجان «بريدة عاصمة التمور» استعداداتها لانطلاقة المهرجان، وأطلقت فعاليات ترفيهية مصاحبة لرواد السوق من الأفراد والعائلات. ووقف أمين منطقة القصيم بالنيابة المهندس عبدالعزيز المهوس، صباح أمس على سير العمل في «مدينة التمور»، واطلع على حركة البيع والشراء وعملية دخول وخروج سيارات المزارعين بساحات البيع، كما اطلع على جودة وملائمة التمور المعروضة، والخدمات الإدارية والميدانية التي تقدم للباعة والتجار والمتسوقين ومستهلكي التمور، وزار خلال جولته مركز النخلة وقرية التمور وما يقدم داخلها من فعاليات مصاحبة للحرفيين والحرفيات والأسر المنتجة، كما اطلع على مزرعة «ظلال النخيل» التي سيقدم فيها عدداً من الفعاليات وسط واحات النخيل. وقد نوّه المهوس بإقبال المزارعين والمتسوقين في عملية البيع والشراء وما يشهده السوق من حراك اقتصادي وصفه بال«مثالي» قبل انطلاقته الفعلية الأربعاء القادم، لافتاً إلى أن أمانة المنطقة تسعى دائماً للارتقاء والتطوير في الخدمات المقدمة في مثل هذه المهرجانات التي تلامس المجتمع، متوقعاً ارتفاع حجم المبيعات من التمور في الأيام القادمة للمهرجان، منوهاً بالدور الريادي الذي يقدمه الرئيس التنفيذي للمهرجان عبدالعزيز المهوس وفريق العمل لإنجاح هذه التظاهرة الاقتصادية المميزة.