أقامت مجموعة الرشد (ناشرون) أمس، حفلتها السنوية الثانية بتكريم العلاَّمة الشيخ الراحل محمد بن صالح بن عثيمين، لجهوده العلمية في نشر الدعوة وثقافة التسامح بحضور سفير السعودية لدى مصر الدكتور هشام محيي الدين ناظر، والملحق الثقافي السعودي محمد بن عبدالعزيز العقيل وشيخ الأزهر الشيخ محمد سيد طنطاوي ورئيس اتحاد الناشرين المصريين إبراهيم المعلم ونخبة من المثقفين والمفكرين وطلاب العلم. وكشف المشرف العام على الحفلة رئيس جمعية الناشرين السعوديين المدير العام لمكتبة الرشد أحمد الحمدان، في كلمته، دور الشيخ في «القضاء على الإرهاب، من دون أن يشعر أحد، وذلك بإقناع الفئات الضالة وردها إلى المنهج السليم»، مشيراً إلى أن المجتمع السعودي «في أشد الحاجة إلى حكمته وبعد نظره ليعالج لنا الفهم الخاطئ لروح الدين الإسلامي الصحيح»، مؤكداً أن «الفهم الخاطئ للنصوص الشرعية هو الذي وضع الأمة الإسلامية في دائرة الإرهاب الفكري والصراع الدولي»، لافتاً إلى أن «فكرة التكريم جاءت لتسليط الضوء على هذه السيرة العطرة لعالم جليل، أثرى المجتمعات الإسلامية بإسهاماته من خلال الكثير من أمهات الكتب والموسوعات الشرعية التي تدعو إلى التسامح واستيعاب الآخر، والتي أصبحت مرجعاً أساسياً لطلاب العلم». من جانبه، قال الأمين العام لجائزة الملك فيصل العالمية رئيس مجلس إدارة مؤسسة ابن عثيمين الخيرية الدكتور عبدالله بن صالح العثيمين: «إن مجموعة الرشد إذ تكرم ابن عثيمين إنما تكرم العلم الذي يحمله». من جانبه، قال الملحق الثقافي في السفارة السعودية بالقاهرة الدكتور العقيل إن مكتبة الرشد «امتد عطاؤها الثقافي أكثر من 30 عاماً، من خلال ثلاث نوافذ مضيئة في كل من المملكة وبيروت والقاهرة، واحتضنت فيها جميعاً كل فكر مستنير وكل إبداع مميز وكل نافع ممتع في المجالات الأدبية والعلمية والأكاديمية». مضيفاً: «وها هي تمد للثقافة السعودية يداً بيضاء جديدة، إذ دأبت في الآونة الأخيرة على تقليد أدبي جديد، ألا وهو تكريم المفكرين والمثقفين في حفلة سنوية توافق دورات المعرض الدولي للكتاب في القاهرة وتضم جميع دور النشر العربية والدولية المشاركة في المعرض للتواصل الثقافي». وتضمنت الحفلة فيلماً وثائقياً يتناول حياة الشيخ العثيمين وقطوفاً من سيرته، وما قام به من جهود من أجل العلم والمعرفة، وما أنجزه من كتب وإصدارات في هذا المجال، كذلك تقديم بعض الشهادات من جانب العلماء والمفكرين، منها شهادة الشيخ يوسف القرضاوي والشيخ ابن باز.