انطلقت أعمال تنفيذ المرحلة الثانية لمشروع تطوير الساحات الشمالية للمسجد الحرام في مكةالمكرمة أمس، الذي يشمل إزالة العقارات كافة الواقعة ضمن نطاق المرحلة الثانية للمشروع وفق جدولة زمنية تتفق مع جغرافية وظروف المناطق المعتزم إزالتها بداية من الجهة اليمنى واليسرى لمدخل أنفاق الفلق ومروراً ببقية المناطق المتقدمة لمحلة الشامية ووصولاً إلى مناطق الإزالة في شارع الغزة. وينتظر إتمام اكتمال تنفيذها خلال الأشهر الخمسة القادمة، إذ روعي في تنفيذ الإستراتجية الميدانية المنظمة لعمل الشركات المنفذة للمشروع الذي تشرف عليه الهيئة العليا للتطوير منطقة مكةالمكرمة عدم التأثير على الحركة المرورية وحركة السير في المنطقة المركزية، خلال فترة الاختبارات وإجازة الربيع وبداية موسم العمرة. وذلك بالتنسيق مع الإدارة العامة للمرور في العاصمة المقدسة لوضع وتنفيذ خطة مرورية موازية لخطط السير المرورية الاعتيادية للمنطقة المركزية. ووضعت إدارة مرور العاصمة آلية لتنفيذ خطة موازية خاصة بحركة الشاحنات والمعدات المنفذة لثلاثة مشاريع في الجهة الشمالية والجنوبية والغربية للحرم المكي الشريف الجاري العمل على تنفيذها، وهي: مشروع جبل عمر وبدء أعمال التنفيذ في مشروع تطوير مستشفى «أجياد» في المنطقة المحيطة به جنوب المسجد الحرام، إضافة إلى مشروع التوسعة في الجهة الشمالية. وصباح أمس، باشرت الشركة المنفذة لمشروع تطوير الساحات الشمالية للحرم المكي الشريف أعمال الحفر والتسوية في المناطق القريبة من الأجزاء النهائية من المرحلة الأولى من المشروع، فيما أجلت تنفيذ أعمال إزالة العقارات الكائنة في منطقة الغزة إلى الفترات النهائية من المشروع، الذي يتوقع أن تخصص أجزاء كبيرة منها لتقديم الخدمة إلى قاصدي بيت الله خلال شهر رمضان المبارك، المقبل. وعلمت «الحياة» أن اللجان الهندسية في الهيئة العليا لتطوير مكةالمكرمة أنهت إعداد الخرائط الهندسية التفصيلية كافة والرفع المساحي لمشروع الربط بين ساحات الحرم المكي الشريف من الجهات الشمالية وامتداداً لساحات المسعى الشريف وربطها بالساحات الواقعة في الجهة الجنوبية من المسجد الحرام أخيراً، التي سيتم تنفيذها خلال المرحلة المقبلة، والتي تستوعب أكثر من 7 آلاف مصل مع العمل على مواصلة الدراسات، الهادفة إلى زيادة مساحات إضافية لجميع واجهات الحرم المكي الشريف. إضافة إلى مراعاة تنفيذ أعمال الارتداد لشارع الملك عبدالعزيز «محبس الجن». وكشفت مصادر ل«الحياة» أن صندوق الاستثمارات العامة في وزارة المالية والاقتصاد الوطني بصدد تنفيذ مشروع نفق مزدوج تحت الأرض جنوب الحرم، مساهمة منه لتحمل كلفة تنفيذ مشاريع أنفاق وطرق خدمية في المنطقة المركزية، حيث يهدف النفق المزدوج الذي يبلغ عرضه 36 متراً لخدمة سيارات الطوارئ والإسعاف ليتم ربطه من الناحية الأولى ب«البدرومات» الأرضية السفلى لمبنى مستشفى أجياد الجديد الذي بدأ تنفيذه حالياً، وكذلك ربطه من الناحية الثانية بأنفاق طريق الملك عبدالعزيز، إضافة إلى إعداد النفق لخدمة المشاة وربطه بساحات الحرم الجنوبية وخدمة المواطنين والأهالي القاطنين في منطقة جبل «السبع بنات»، حيث يمتد النفق من أعالي مرتفعات الجبل مروراً بمنحدراته ووصولاً من تحت الأرض إلى موقع مشروع تطوير مستشفى أجياد وينتهي بمحاذاة أبراج الجوار، إضافة إلى تنفيذ مشروع السلالم الكهربائية المتحركة البالغة عددها سبعة سلالم يتم توزيعها في منطقة أجياد لربط المشاة المتجهين من منطقة مصافي أجياد ومنطقة جبل «السبع بنات» للساحات الجنوبية للحرم المكي. وأكد مدير الإدارة العامة للمرور في العاصمة المقدسة العقيد أحمد ناشي العتيبي أن الخطة التي بدأ تنفيذها أمس معدة لحركة دخول وخروج شاحنات النقل والآليات والمعدات المنفذة لأعمال المشاريع للمنطقة المركزية، وذكر أنه وضعت لها آلية عمل منظمة وفق التنسيق القائم والذي بحث مع الهيئة العليا لتطوير منطقة مكةالمكرمة والشركات المنفذة للمشاريع، إذ يعتمد اختيار أوقات كثافة دخول وخروج تلك المعدات والآليات في أوقات مسائية مناسبة عدا نهاية الأسبوع. إضافة إلى وضع برامج زمنية لأعمال الهدم والإزالة لبعض العقارات التي تكون على شوارع رئيسة مؤدية للحرم المكي الشريف مما يستوجب إغلاق تلك الشوارع ليتسنى تنفيذ أعمال الهدم والإزالة، شريطة أن لا تزيد فترة عملية الهدم والإزالة على ساعتين فقط، إضافة إلى اتخاذ قرار منع دخول وخروج وتحرك الشاحنات والمعدات على الطرق الرئيسة والفرعية في المنطقة المركزية خلال فترة الذهاب للمدارس والأعمال صباحاً، وكذلك خلال فترة الانصراف من الأعمال والمدارس ظهيرة كل يوم. وبحسب مدير إدارة مرور العاصمة المقدسة فإن اعتماد اتخاذ هذا القرار أتى بعد إقرار خطة الطوارئ لحركة سير الشاحنات في المنطقة المركزية بعد تنامي وتضجر المواطنين من حركة سير الشاحنات. وزاد: «وردت شكاوى كثيرة وتقارير أعمال صدامات مرورية مع تلك الشاحنات الأمر الذي يؤدي إلى إعاقة الحركة المرورية في بعض الأحيان، ومن أجل ذلك الأمر وتفادي تلك الصدامات وضعت تلك الآلية». وناشد العقيد العتيبي أهالي ومواطني العاصمة المقدسة بالتحلي بروح الصبر وبذل كل ما من شأنه الإسهام بالعون والمساعدة لنجاح انسيابية حركة السير، حيث أن هذه الشاحنات والمعدات ما هي إلا وسائل نقل وأجهزة تشغيلية لتنفيذ أعمال البنية التحتية للمشاريع التطويرية في المنطقة المركزية للحرم المكي الشريف.