لندن - يو بي آي - تستضيف العاصمة البريطانية لندن حالياً معرض الاختراعات والاكتشافات الإسلامية التي ساهمت في خطّ الحضارة المعاصرة، من فرشاة الأسنان إلى المستشفيات ومن الآلات الطائرة إلى علم الجبر وغيرها. ويستند المعرض الذي يستضيفه متحف العلوم في لندن إلى كتاب «ألف اختراع واختراع». ويقول مؤلف الكتاب، البروفيسور سليم الحسني: «ثمة فجوة في معرفتنا، فنحن نقفز من عصر النهضة إلى اليونان». ويشير الحسني إلى أن الكثير من الاختراعات والاكتشافات التي ساهمت في خطّ الحضارة المعاصرة تأتي من الحضارة الإسلامية التي امتدت إلى البرتغال واسبانيا وجنوب إيطاليا وحتى الصين. ويعبّر عن أمله في أن يساهم هذا المعرض في الإضاءة على مساهمات الحضارات غير الغربية في إنتاج الحضارة المعاصرة. ويلفت المؤلف إلى أن الجراحة بدأت في العام ألف مع الطبيب الظهراوي الذي ألف 1500 صفحة عن علم الجراحة استخدمت كمرجع في أوروبا طوال 500 سنة، وكان من أول من أجرى عملية قيصرية وابتكر أول ملقط جراحة وغيرها من الإنجازات. كما أن سكان اليمن كانوا أول من صنع القهوة في القرن التاسع، حيث كان يستخدمها الصوفيون لمساعدتهم على السهر والتعبد، وقد وصلت إلى تركيا في القرن ال13 ثم إلى إيطاليا في القرن ال16. وكان عباس بن فرناس أول من حاول بناء آلة طائرة في القرن التاسع بعد أن صمّم بزة تشبه الطير وحاول الطيران قرب مدينة قرطبة في اسبانيا وتمكن من التحليق لعدة دقائق قبل أن يقع ويكسر ظهره جزئياً، وقد استوحى الفنان الإيطالي الشهير ليوناردو دافنشي من تصميماته بعد قرون عدة. كما أسست الأميرة فاطمة الفرهي أول جامعة في مدينة فاس في المغرب، وأسست شقيقتها مريم مسجداً ملاصقاً، في ما عرف لاحقاً بمسجد وجامعة القرويين الذي لا يزال عاملاً بعد مرور 1200 سنة. ويأمل الحسني في أن تذكّر قصة الشقيقتين بأن التعليم هو في قلب التقاليد الإسلامية وأن تلهم قصتهما الشابات المسلمات حول العالم. أمّا الجبر، فكان العالم الفارسي الخوارزمي أول من وضع أساساته. وفي طب العيون، كان ابن الهيثم أول من أثبت أن العين تبصر نتيجة انعكاس الضوء من الأشياء، إضافة إلى غيرها من الاكتشافات في ما يتعلق بالعين والبصر. وحتى في الموسيقى، قدم المسلمون مساهمات بارزة مثل العود والربابة التي تعتبر أسلاف الكمان. وكان النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) أول من روّج لاستخدام فرشاة الأسنان عام 600، باستخدام غصن صغير من شجرة المسواك، كان يستعمله لتنظيف أسنانه وتنقية نفسه، وتستخدم حالياً مادة مثيلة للمسواك في أدوية الأسنان اليوم. كما يمكن إرجاع اختراع الدراجة ومحركات الاحتراق الداخلية إلى المسلمين والعالِم الجزري الذي اكتشف في القرن ال12 كيف تتحول الحركة الدائرية إلى حركة جالسة. وظهر أول المستشفيات في مصر في القرن التاسع وحمل اسم «مستشفى أحمد بن طولون» وكان يقدم الرعاية المجانية لكلّ من احتاجها، وهي سياسة تعتمد على التقاليد الإسلامية التي تدعو إلى رعاية المرضى.