أعلنت وزارة الخارجية الجزائرية أن الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا برناردينو ليون، عقد مساء أول من أمس، وخلال يوم أمس، مشاورات مع ممثلين عن المؤتمر الوطني العام الليبي المنتهية ولايته وغير المعترف به دولياً في العاصمة الجزائرية، لمناقشة سبل تعزيز عملية الحوار في ليبيا والمضي بها قدماً. وأبقت السلطات الجزائرية جولة حوار أمس، مغلقة، بعكس الجولات الثلاث السابقة. ولفتت الخارجية الجزائرية إلى أن مشاورات ليون مع ممثلي المؤتمر الوطني العام، الذراع الاشتراعي للحكومة التي تسيطر على العاصمة طرابلس، كانت مخصصة «لمناقشة السبل الكفيلة بتقوية الحوار السياسي الليبي والمضي به قدماً». وكان وفد من المؤتمر الوطني العام برئاسة نوري أبوسهمين، وصل الجزائر لمقابلة ليون وعرض مطالبه على الأخير بشأن استئناف الحوار. وذكرت مصادر أن بوسهمين والوفد المرافق له قابلوا مسؤولين جزائريين لوضعهم في صورة تطورات الوضع في ليبيا وآخر مستجدات الحوار. وقال مسؤول في وزارة الخارجية الجزائرية ل «الحياة»، إن الأممالمتحدة تعتبر هذه الجولة في الجزائر «مصيرية»، لذلك «تم التوافق على عقدها بشكل مغلق في انتظار بيان ختامي». وأضاف المصدر: «لم نلحظ تقدماً لافتاً في الحوار مقارنةً بالجولة السابقة، لكن المبعوث الدولي يحاول تقديم الجولة على أنها آخر الفرص». وتقود بعثة الأممالمتحدة في ليبيا وساطة تهدف إلى حل النزاع عبر توقيع اتفاق سياسي يجري التفاوض عليه في منتجع الصخيرات في المغرب، وينص على إدخال البلاد مرحلة انتقالية لسنتين تبدأ بتشكيل حكومة وحدة وطنية وتنتهي بإجراء انتخابات جديدة. ووقّع ممثلون البرلمان المنعقد في طبرق، المعترف به دولياً، بالأحرف الأولى منذ أكثر من أسبوعين، مسوّدة الاتفاق، لكن المؤتمر الوطني رفض التوقيع، في انتظار مناقشة تعديلات يطالب بإدخالها على الاتفاق. وأكدت بعثة الأممالمتحدة أن تنفيذ الاتفاق سيمنع «عودة الحكم الاستبدادي»، إذ إن الجماعات التي قاتلت نظام القذافي ستكون مدعوة للانضمام «إلى قوات مسلحة وقوات أمنية تتسم بالمهنية وخاضعة لسيطرة الديموقراطية أو من خلال الاندماج في الحياة المدنية». وشدد البيان على أن ليون يقدّر «الدور الذي لعبه الثوار الليبيون خلال ثورة فبراير (شباط 2011) ويرفض نعتهم بالميليشيات الإرهابية»، ورحّب باتفاقات وقف النار والمصالحة المحلية التي أُبرِمت في غرب ليبيا، مثل تلك التي تمت بين الزاوية والزنتان، مشجعاً كل الأطراف على اتخاذ الخطوات اللازمة بسرعة، لتنفيذ هذه الاتفاقات. والتقى ليون وفداً من مدينة الزاوية ضم أعضاء من البرلمان وممثلين عن البلدية والتشكيلات المسلحة للتشاور بشأن الخطوات المقبلة للحوار. ونقل الموقع الرسمي للبعثة أن ممثلي الزاوية أكدوا دعمهم الكامل للاتفاق السياسي، معتبرين أنه يمثل فرصة حقيقية لحل الأزمة الليبية، كما أعربوا عن استعدادهم للمساعدة في تنفيذه، واقترحوا أن يتم توضيح أي سوء فهم أو غموض في ملاحق. ورأى ليون أن هناك حاجة ماسة لقيام الضباط العسكريين وضباط الشرطة و»الثوار الليبيين» بالاتفاق على تنفيذ الترتيبات الأمنية الموقتة ودعمها من خلال المسار الأمني للحوار، موضحاً أنه يجب إيجاد بيئة سالمة وآمنة في طرابلس وبنغازي وفي كل أنحاء ليبيا لكي تتمكن حكومة الوفاق الوطني من العمل في جو خالٍ من التهديدات والعنف.