استعانت محمية كروغر في جنوب افريقيا بالكلاب للحد من الصيد غير المشروع لحيوانات وحيد القرن الذي تزداد وتيرته منذ العام 2007، وبات يضع هذا النوع على حافة الانقراض. ففي السنوات الثماني الماضية، فقدت هذه المحمية التي يزورها أكثر من مليون شخص سنوياً، مئات حيوانات وحيد القرن التي قتلت طمعاً في عاجها المطلوب بشدة في دول آسيوية لا سيما في الصين. إثر ذلك، قرر القيمون عليها اعتماد الكلاب في مواجهة الصيادين. ومن هذه الكلاب "كيلر" الذي يثير الإعجاب لكونه شرساً في مواجهة الصيادين، وهادئاً في ما سوى ذلك. وهو واحد من أربعين كلباً تخضع لتدريبات يومية على يد مدربين مختصين، وتتوزع على مناطق محمية كروغر. واتاحت الاستعانة بالكلب كيلر وحده توقيف 15 صياداً في ستة أشهر، وما ان يسجل حادث صيد في المحمية، يسارع المسؤولون فيها إلى استدعائه. ولكن تنقل كيلر بين مناطق الحديقة ليس بالأمر اليسير، فهي تمتد على مساحة توازي ثلثي مساحة بلجيكا، لذا تتولى طائرة مروحية نقله من مكان إلى آخر حسب الطلب، برفقة مدربه اموس مزيمبا. وتستطيع كلاب محمية مروغرن وهي من نوع مالينوا، ان تجري ثمانية كيلومترات في شكل متواصل، وهي من أنواع معروفة بمقدراتها العالية في المجالات الأمنية والعسكرية في العالم كله. ففي العام 2011 كان كلب من هذا النوع مرافقاً للفرقة الخاصة التي قتلت زعيم تنظيم "القاعدة" أسامة بن لادن. ويقول المدرب في أكاديمية مكافحة الصيد غير الشرعي الواقعة قرب جوهانسبرغ، هنري هولتستيزن ان كيلر تميز منذ صغره بكونه "نشيطاً جداً" و"ذا اندفاع وموهبة غريزية في التعقب"، مضيفاً أن "هذه الكلاب مثل أولادي، إذ ربيتها بيدي". وبدأ إعداد هذا الكلب وهو في سن الشهرين، واستمر على مدى 16 شهراً. ويفتح استخدام الكلاب في مكافحة الصيد آمالاً جديدة في التصدي لهذه الظاهرة التي بلغت مستوى قياسياً العام الماضي، مع قتل 1215 حيوان وحيد قرن اصطيد أكثر من نصفها في محمية كروغر. وحاولت السلطات كل شيء لكبح الصيد والحفاظ على وحيد القرن المهدد، مستخدمة الجيش والطيارات من دون طيار، وناقلة أعداداً من هذه الحيوانات إلى مناطق أكثر أمناً خارج المحمية، إضافة إلى وضع سياج يفصل الأراضي الواقعة في جنوب أفريقيا من الحديقة عن تلك الواقعة في جارتها موزمبيق. ويبدو أن الكلاب كانت الأكثر فاعلية من بين كل هذه المحاولات لسلطات جنوب أفريقيا التي تبحث عن حلول جذرية، منها ما يثير الجدل مثل تشريع قطع قرون حيوانات وحيد القرن في المزارع لبيعها، علماً ان هذه القرون تعود وتنمو بعد مدة. ومن الاجراءات المثيرة للجدل التي قد تلجأ اليها جنوب افريقيا أيضاً، الطلب من السلطات العالمية لحماية الطبيعة والحيوانات (اتفاق التجارة الدولية بأنواع الحيوانات والنباتات البرية المهددة بالانقراض) تشريع الاتجار بالعاج لسحب البساط من تحت العصابات العاملة في السوق السوداء.